أسطورة الشمس السابعة
غالية خوجة
الشعب العربي السوري مازال يتحدى بصمود وانتصار عاكساً إرادته العظيمة من خلال محبته لوطنه وقائده الذي قاد سفينة سوريتنا الواحدة إلى المستقبل، مما جعل أعداء سوريتنا يعيشون في هيستيريتهم الأزلية والأبدية وهذيانهم الأسود وحقدهم المرتد إليهم وعليهم، حقدهم الأسود على هذا الوطن وأبنائه وجذوره ومستقبله، وهذا يجعلنا نؤكد أن أية مصحة نفسية لن تشفيهم من الصدمة الهيستيرية المزمنة المستمرة.
أعداء سورية.. هم أعداء سورية مهما تغيرت أشكالهم وبلدانهم وانتماءاتهم وأجيالهم وأقنعتهم، والشعب السوري شعب واعٍ لا يستطيع أحد أن يدس له السم في الدسم بمختلف فئاته العاملة والمتعلمة، لأنه رغم بساطته وطيبته إلاّ أنه يعتز بانتمائه الوطني ويتشبث به حتى ما بعد الموت، ويفخر بهويته المحلية الحضارية، ويتجذر في كل ذرة تراب وغيم وماء وقبر وجبل وهواء وسنبلة وزيتونة وأرض وسماء. وما أرواح الشهداء المرفرفة بيننا سوى تلك الابتسامة على وجه كل أمّ شهيد، وطفل، وعامل نظافة، وجريح وطن، ومزارع وفلاح، وبائع متجول، وهذا المشهد المتزاحم على حب الوطن وممارسة الحق والواجب في الانتخابات الرئاسية بمطلق الحرية والديمقراطية يعبّر عن حقيقة الشعب السوري وما يريده، ويؤكده بأغانيه الوطنية، ويردده بعفوية: “غير 3 ما منختار: الله وسورية وبشار”.
الشعب السوري واثق الخطوة يمشي أسداً كقائده تماماً، رأسه شامخة، وقلبه واحد يرفرف مع علمه، وروحه واحدة تحضن سماء وأرض الوطن بنبضة واحدة، وطموحاته وهويته وأحلامه وآماله واحدة، لذلك لا غرابة أن يكون هذا الشعب عظيماً بقلبه الواحد المتحد المتوحد اللامع بعينين خضراوين.
مشهد أسطوري أرعب الأعداء، وطحنهم بمؤامراتهم، وردّ “جحيمهم العربي” عليهم بكافة اللغات واللهجات القديمة والحديثة والآتية والتكنولوجية.
شعبنا العربي السوري موقن بأنه على حق، وأن الله حق، وينصر الحق، وموقن أن أعداءه وبكافة وسائلهم الإرهابية الظلامية يحاولون النيل منه لأسباب كثيرة، أولها وآخرها انتماء هذا الشعب بصدق وإخلاص ووفاء لوطنه قيادة وشهداء وجيشاً، وما بين الأول والآخر، لأن الشعب موقن بأن وطنه الحضاري سيبقى مزهراً، ويوزع أشعة حضارته على الكون كما فعل منذ آلاف السنين، ويفعل الآن، وسيفعل غداً.
هذا الشعب موقن بالفرق بين الوطنية والخيانة حتى لو كانت مجرد كلمة، ولأنه موقن بأن سوريته ستقود العالم، كعادتها الطبيعية، وهذا ما لم يعجب الأعداء منذ انتبه إلى المزيد من التطور السوري قي كافة المجالات الحياتية، خصوصاً، وأن سوريتنا الحبيبة تتمتع بوفرة ذاتية في مختلف المجالات العقلية والضميرية والأخلاقية والوطنية والمادية، وهذا ما لم يستوعبه الأعداء أن يكون وطننا مكتفياً بذاته في كافة مجالات الموارد البشرية والطبيعية والمادية.
إضافة لذلك، هناك البعد الاجتماعي الذي يقرر مصيره الواحد، فلا تفرقة عنصرية لدينا، ولا طائفية، ولا جنسوية، بل التحام متماسك على صعيد الأسرة والمجتمع، وهذا بحدّ ذاته بنية غير موجودة إلاّ في سوريتنا الحبيبة، كون شعبنا أصيلاً ومتماسكاً ومتجذراً حتى في العطاء، وقادراً على تحويل الأزمات إلى حلول، وتوظيفها في حياته بإيجابية مثبتاً للعالم أن العقل السوري قادر على إبداع حياته من جديد بروح واحدة جديدة، بأبسط الوسائل، وأحلك الظلمات، وأقسى الحروب، وأصعب الظروف.
شعبنا السوري العظيم علّم العالم أن محبة الوطن واحدة مهما اختلفنا، وأن مصلحة الوطن هي العليا أينما كنّا، وأنه البنيان المتماسك المحصّن بهويته، وأنه دافع عن الوطن العربي فلم يفلح “الجحيم العربي” إلاّ في الارتداد على أعدائه وأوهامهم، شعبنا السوري تحدى وصمد وانتصر وسيظل منتصراً لأنه شعب عظيم أنجب وينجب ماهية الحرية والديمقراطية والوعي المضيء كشمس ثانية وثالثة وسابعة للأرض، لن تشرق إلاّ من سورية.