الألفاظ السريانية في اللهجات السورية
حمص- سمر محفوض
بالتعاون مع مشروع مدى الثقافي، وضمن سلسلة سورية قلب الحضارة التي يتبناها المشروع، ألقى الدكتور علي صقر أحمد محاضرة حول “الألفاظ السريانية في اللهجات السورية” في المركز الثقافي العربي في حمص.
تناولت المحاضرة بعض المخلفات اللغوية السريانية التي بقيت على قيد الحياة بعد أن كانت في أزمان كثيرة لغة الأدب والثقافة، عندما كان الشرق في أغلبه يتحدث اللغة الآرامية وخاصة السريانية باعتبارها ارتبطت بالتبشير والديانة المسيحية وشاع صيتها حتى وصلت إلى الهند والصين ومازالت بعض الآثار والشواهد تدل على وجود كتابات آرامية فيهما.
وأوضح د.صقر أنها كانت اللغة الأكثر إنعاشاً للثقافة في شرقنا القديم، ومع دخول اللغة العربية إلى بلاد الشام ساهم السريان في ترجمة الموروث الثقافي العربي إلى اليونانية ومنها إلى العربية التي سيطرت بعد انتشار الإسلام حتى جاء المغول وبدأت اللغة السريانية بالانكفاء تدريجياً في القرنين الثالث والرابع عشر، وبعهدهم غابت عن ألسنة العامة وسيطرت اللغة العربية بشكل كامل، لافتاً إلى أن هناك بعض المجموعات السكانية مازالت تتكلم بها ومنها معلولا وصيدنايا وبخعة وبعض مناطق شمال العراق وإيران والموصل وهي تحافظ عليها حتى أيامنا الراهنة.
وأورد المحاضر مجموعة من الألفاظ والتسميات السريانية في اللهجات المحكية السورية كأسماء أماكن وقرى ومدن آرامية وخاصة الأسماء المنتهية بالياء كصافيتا ومعربا إضافة إلى ألف التعريف وبعض الكلمات المركبة ذات الصفة الإلهية والتي لاتزال تعيش مع اللغة العربية الشعبية إلى الحد الذي أصبح من الصعب التمييز بينهما. و أشار بأنها ساهمت في إنعاش الثقافة الإنسانية في زمن الأزمات ونقلت التراث العربي بكل تفرعات العلوم للشعوب الأخرى ومنها حكايات كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة لافتاً أنها لأول مرة بالعالم تنتقل من الأحرف المفصولة إلى الموصولة وقد ضاع من هذا التراث الغني الكثير على يد المغول والتتار، وأكدّ في ختام محاضرته على دور المثقفين والأدباء في الإضاءة على الموروث الثقافي السرياني والحفاظ عليه.