ايران تستبعد الوصول إلى اتفاق في مباحثات فيينا
استبعد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقتشي التوصل إلى اتفاق خلال مفاوضات فيينا الأسبوع المقبل.
وانطلقت في العاصمة النمساوية فيينا، أمس السبت، جولة جديدة من المفاوضات في إطار اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (4+1).
ورأى عراقتشي أن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي تشتمل على جملة من القضايا التقنية والقانونية والسياسية، وأشار إلى أن التحقق من إجراءات الولايات المتحدة في حد ذاته يشتمل على بعض التعقيد، وأضاف: “على الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي أن تطمئن إيران بأن ما حدث في الماضي من انسحاب للولايات المتحدة من الاتفاق لن يتكرر في المستقبل”.
كما نفى عراقتشي، بعد انتهاء الجولة السادسة لاجتماع اللجنة المشتركة، أن تكون لمحادثات فيينا صلة بالانتخابات الإيرانية.
في سياق متصل، توجه عراقتشي للمندوب الأمريكي في الشأن الإيراني روبرت مالي قائلاً: إنّه “لا حاجة لذرف دموع التماسيح حينما تتواصل جهود أميركا لفرض المعاناة على 82 مليون إيراني”.
وكتب عراقتشي، في تغريدة له على تويتر: “ترامب رحل إلاّ أن إجراءات حظره غير القانونية والإجرامية ما زالت قائمة. لا حاجة لذرف دموع التماسيح، حينما تتواصل جهود أميركا لفرض المعاناة والألم على 82 مليون إيراني”. وقال إنّ “الإرهاب الاقتصادي، لا سيما في ظل جائحة كورونا، جريمة ضد الإنسانية”.
وكانت وزارة الصحة الإيرانية قالت: إنّ “200 مليون لقاح كورونا ستنتهي صلاحياتها في غضون الأسبوع المقبل في أميركا وبريطانيا إلا أنهما سترميانها بعيداً ولن تمنحاه لأي دول أخرى”.
بدوره، انتقد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمواصلتها “سياسة الضغوط القصوى الفاشلة”، معتبراً أن وقف الارهاب الاقتصادي الأميركي من خلال العقوبات ضد الشعب الإيراني بأنه “الاختبار الرئيسي لواشنطن”.
من جهته، أشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، في وقت سابق، إلى تحقيق تقدّم في مفاوضات فيينا، منبّهاً إلى أنه “لا تزال هناك تحديات”، ومضيفاً “لا أريد أن أضع وقتاً زمنياً للمفاوضات”. وذكر: “نحن ملتزمون هذه المفاوضات، لأننا نؤمن مع حلفائنا بمبادئ الدبلوماسية، ونريد أن نراقب البرنامج النووي لإيران، والذي يمنعها من الوصول إلى السلاح النووي”، حسب تعبيره.
إلى ذلك، دعا المبعوث الصيني لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا وانغ تشيون الولايات المتحدة إلى رفع جميع العقوبات الأميركية عن إيران قبل أن تعود الأخيرة للامتثال للاتفاق النووي.
وكانت المفاوضات بين وفود إيران ومجموعة أربعة زائد واحد، التي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، بدأت في الـ 2 من نيسان الماضي بحضور وفد أميركي دون أن يشارك بشكل مباشر في المفاوضات الهادفة إلى عودة واشنطن إلى الاتفاق ورفع عقوباتها عن إيران كمقدمة لعودة الأخيرة إلى التزاماتها بموجبه.
وقال وانغ بعد الاجتماع الأخير للجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن إحياء الاتفاق: إن المحادثات دخلت أسبوعها الـ 11 وهي الآن في مراحلها الأخيرة ومع ذلك فإن المفاوضات الخاصة برفع العقوبات والقضايا ذات الصلة طالت أكثر من اللازم ولم تحل بعد. وأضاف: إن شواغل إيران بشأن هذه القضية مشروعة ومعقولة ويتعيّن على واشنطن أن ترفع أولاً عقوباتها عن طهران حتى تعود الأخيرة للامتثال الكامل للاتفاق النووي. وأضاف إنه يتعين كذلك رفع حظر الأسلحة المفروض من الولايات المتحدة على إيران بشكل كامل.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي أكد السبت، خلال المؤتمر العالمي لنزع السلاح النووي الذي ترعاه الأمم المتحدة، أن الإجراءات الأميركية الاحادية والمتغطرسة كانت الأسباب الكامنة خلف القضايا الشائكة إزاء تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، داعياً واشنطن إلى تغيير موقفها الحالي من طهران.