صحيفة البعثمحليات

“نحو تشاركية بحثية تطبيقية”.. وربط مخرجات البحث العلمي بمتطلبات المجتمع

دمشق – لينا عدرة

تحت عنوان” نحو تشاركية بحثية تطبيقية” تنظم جامعة دمشق ورشة للبحث العلمي ببرنامجٍ مكثفٍ ونشاطاتٍ متعددة تشمل كل القطاعات على مدار أسبوعٍ، لتكون الأولى من نوعها على هذا المستوى، وبمشاركةٍ واسعةٍ من مختلف الوزارات والمؤسسات والقطاعات هدفها تحويل احتياجات القطاعات الإنتاجية إلى أفكار بحثية، حيث افتتح الورشة الدكتور محمد يسار عابدين رئيس جامعة دمشق بالتأكيد على ربط مخرجات البحث العلمي بمتطلبات المجتمع من خلال تكامل الجامعة مع مختلف جهات القطاع الحكومي والخاص، مؤكداً أن أهمية الورشة تنبع من ابتعادها عن اللقاءات التقليدية بهدف توفير مناخ مناسب للتقارب والتكامل للاستفادة من جميع مخرجات الأبحاث العلمية التي تجري في جامعة دمشق، والتأكيد على جدية البحث العلمي الذي بات مطلباً متزايداً للتنمية.

الدكتور فراس حناوي نائب رئيس جامعة دمشق وفي تصريحٍ لـ “البعث” تحدث عن أهمية انعقاد الورشة انطلاقاً من إدراك الجهات المعنية بأن غالبية رسائل الماجستير والدكتوراه التي تنجز لا هدف مثمر لها، مضيفاً أن ما يحز بالنفس امتلاكنا لكل الإمكانيات”أساتذة وطلاب وطاقات إضافة إلى أموال رصدت لهذا الأمر” ومع ذلك لا يتم استغلالها أو الاستفادة منها..! وهذا ما نلمسه من رسائل الدكتوراة والماجستير المُنجزة التي توضع على الرف..!، مؤكداً  أن الأمر اليوم قد اختلف، ولن يتم الانطلاق من أي فكرة لأي رسالة إذا لم تكن لها حاجة مجتمعية، مشدداً على أن الورشة لن تكون النهاية وإنما هي بداية عمل حثيث، خاصة وأنها تحتاج لعمل مستمر ومتواصل مع كل الجهات ستقوم بعدها الجامعة بأخذ محور معين لكل ورشة على حدىً.

الدكتور عمر بلان ممثل مساعد لصندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية أوضح لـ”البعث”  أن أهمية الورشة تنبع من خلال  الدعم والتنسيق والتشبيك وإعطاء الحوافز للأساتذة والمدرسين والباحثين في مجال البحث العلمي، موضحاً المحاور الأربعة التي يعمل الصندوق عليها المتضمنة بدايةً الصحة الإنجابية، والمساواة بين الجنسين والعنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافة إلى محور دعم ودمج الشباب والمحور الرابع والأخير المتعلق بالسكان والتنمية والبيانات الديموغرافية، ومن هنا تأتي أهمية الأبحاث، وهي موضوع مشترك بين كل هذه المحاور، التي تحتاج لتقييم الوضع الراهن والاحتياجات، ومن ثم تخطيط سليم وتقييم ومراقبة ومتابعة.

في حين أكدت الدكتورة جميلة  حسيَّان عميد كلية الصيدلة في جامعة دمشق  لـ”البعث” أن خصوصية الورشة تأتي من كونها الأولى من نوعها على هذا المستوى سواء من حيث الوزارات والقطاعات والمؤسسات الخدمية، للتشبيك معها من أجل تفعيل الأبحاث العلمية التي تنجز، مشيرة إلى وجود أبحاث كثيرة في الكليات الطبية كالصيدلة لها علاقة مباشرة بالمجتمع كدراسة تحسين بعض المواد الدوائية أو دراسة التسممات الناتجة عن تلوث الهواء، التي من المفيد والضروري أن تخرج نتائجها  للتطبيق عوضاً أن تبقى في الأدراج.

وبتأكيده على وجود خلل بالبحث بين من يقوم به وبين الجهة المعنية، أوضح الدكتور مجدي الجمالي مدير الهيئة العليا للبحث العلمي في تصريحٍ لـ “البعث” أن الأهمية الكبرى للورشة تنبع من التشاركية التي تعاني من خلل ظهر في عدة نماذج قُدِمت كتلك التي عرضتها وزارة التربية المتعلقة بدراسات تُنجز وتنتهي بنتائج لا تصل إلى الجهة المعنية، ما يعني سوء بالتنسيق، بينما أكد مدير مركز البحث العلمي ممثل إدارة الخدمات الطبية  العميد الطبيب باسم ديوب في حديثه لـ “البعث” على أهمية تعزيز التشاركية بين كافة القطاعات والمؤسسات في مجال البحث العلمي وتطوير التكامل بالأفكار سعياً نحو إيجاد أبحاث تهدف في هذه المرحلة لدعم الاقتصاد والتنمية وصولاً لتحقيق الأهداف الكبرى للسياسة الوطنية للبحث العلمي ودعماً لاستمراريتها في المنظور القريب.