الذكريات على المجوهرات والأدوات المنزلية
تحيي الفنانة الأسترالية روبين ريتش تقاليد العصور القديمة المتمثلة في رسم عيون الأحباء على الإكسسوارات أو المجوهرات أو حتى أدوات المنزل لتذكر كل من يرتديها أو يستخدمها بمن يحب، وذكر موقع كلوسال أن روبين استحضرت تلك التقاليد من خلال مجموعة كبيرة من الأعمال التي أبدعتها وتضم لوحات زيتية صغيرة في أدوات المائدة والعلب والأواني العتيقة الأخرى.
رسومات تحوي عيوناً للأحباء يمكن للشخص حملها معه مثل خصلة الشعر قد لا تمثل شيئاً للغرباء لكنها بالنسبة لمن يرتديها تحمل المحبة والعاطفة والقلب والشجن والشغف والذكريات وحتى الأوجاع تنقلهم بصورة مستدامة إلى الماضي وتجعلهم يتفاعلون ويتواصلون روحياً مع المحبين.
تقول الفنانة الأسترالية: “أحب إعادة التدوير والاستخدام وتمنحني الأشياء البسيطة التي أرسم عليها شعوراً جارفاً بالحنين إلى الماضي، أحب رسم العيون لأنها تحمل كل مشاعر وأحاسيس الإنسان ما ظهر منها وما بطن، والعين هي موطن الجمال لذلك أحب أن تكون بؤرة التركيز لكل ناظر للقطعة التي أرسمها أو أعيد تصميمها وتشكيلها”، وتضيف روبين: “تلك الأشياء ربما نستخدمها كل يوم ونعاملها كأمر مسلم به ونتجاهلها وننساها، ولكنها بالنسبة لي قصة وحكاية وذكرى ووسيط لكي أحكي للناس ما أشعر به بالرسم والتصميم والنقش”.
ترسم روبين الأصدقاء والغرباء على حد سواء، وإلى جانب سلسلة أعمالها المستمرة حول الأشياء المنزلية، تتعاون ريتش حالياً مع المصمم كيلتي بيلشيتيك في مجموعة من الأجهزة القابلة للارتداء المخصصة.
ولدت روبين ريتش في ملبورن عام 1971، وهي فنانة وزوجة وأم لطفل، وبعد 6 سنوات من دراسة الفنون البصرية في جامعة شيزلوم فرانكستون تشرع الآن في بناء مسيرتها الفنية من خلال المعارض وورش العمل ومحادثات الفنانين والمسابقات مستمتعة بالعمل عبر مجموعة متنوعة من الوسائط بما في ذلك الرسم والنحت على القماش، لكن الرسم الزيتي هو شغفها الرئيسي ومن خلال الرسم بالألوان الزيتية تهدف روبن إلى تقديم سرد وتعليق على تجاربنا اليومية وإحياء الأرواح وقصص الأشخاص والأشياء التي ترسمها، وهي تدرس في لوحاتها كلاً من الحسن والعاطفة التي تأتي مع الحياة اليومية، ترى الجمال في الأشياء الصغيرة والمنسية تنجذب لتلك الأشياء وتتفاعل معها وتستحضر عبرها الذكريات.