بالتزامن مع “مسيرة الأعلام” الاستفزازية.. الاحتلال يكثّف حواجزه في القدس
بالتزامن مع “مسيرة الأعلام” الاستفزازية في القدس، اعتدت قوات الاحتلال بوحشية على الفلسطينيين، واعتقلت عدداً منهم في باب العامود، فيما تصّدى الفلسطينيون لتلك الاعتداءات الاحتلال، وأصرّوا على البقاء في باب العامود.
كما دفع الاحتلال المزيد من جنوده إلى باب العامود لإجبار الفلسطينيين على المغادرة، ومنع الصحافيين من الاقتراب من الحشود الفلسطينية.
كذلك، أغلق الاحتلال باب العامود بالحواجز الحديدية، حيث مرّت مسيرة المستوطنين الاستفزازية، فيما اعتدى على الأهالي في شارع نابلس بالقدس المحتلة.
وفي وقت سابق اقتحم المتطرف “يهودا غليك” مع عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال، والتي عزّزت قواتها بـ 2500 مجند تحسّباً لاندلاع انتفاضة في باب العامود.
وأقام الاحتلال حواجز مكثّفة لمنع الفلسطينيين من التوجّه إلى الأقصى، خاصة بعد الدعوات المكثفة لتجمع الفلسطينيين في باب العامود لمواجهة المستوطنين، والدعوات في الداخل المحتل من أجل التوجّه إلى باب العامود دفاعاً عن الأقصى في وجه الاستفزازات.
بالتوازي، حذّرت السفارة الأميركية في القدس المحتلة موظفيها بضرورة توخّي الحذر على خلفية إقامة ما تسميه “إسرائيل “مسيرة الأعلام”، وطالبت موظفيها بالامتناع عن دخول البلدة القديمة، وإلغاء جميع أنشطتهم في القدس، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى “تعزيز منظومات الدفاع الجوي ومن ضمنها بطاريات القبة الحديدية” في العديد من المناطق المحتلة، خشية إطلاق المقاومة الفلسطينية النار على خلفية مسيرة الأعلام.
وفي غزة، دعت الفصائل الفلسطينية إلى التصدي للمسيرة، محذّرةً من أن المسيرة “ستفجّر معركة جديدة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى”، فيما أعلنت حالة التأهب، وسط تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية، ودعت إلى مسيرات شعبية في القطاع رفضاً لمسيرة المستوطنين.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي على أنه “سنتصدى بكل قوة لاستفزازات المستوطنين في المدينة المقدسة”، وتابعت: “سنقف سداً منيعاً في وجه كل من يحاول المساس بالأقصى. فالأرض أرضنا والقدس قدسنا والمسجد مسجدنا”، مشددة على أنه “لن يكون للاحتلال موطئ قدم في القدس حتى وإن سالت الدماء فهي رخيصة لأجل الأقصى”.
وأشارت حركة الجهاد إلى أنه ينبغي على المقدسيين الوقوف صفاً واحداً والتمترس في كل أنحاء المدينة لمواجهة مسيرة المستوطنين، ودعت الشعب الفلسطيني في الضفة والأراضي المحتلة عام 48 إلى الزحف باتجاه القدس وإعلان النفير.
عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد خالد البطش قال: إنّ “إصرار حكومة بِنيت وغانتس على تنفيذ “مسيرة الكراهية” المسمّاة بمسيرة الأعلام في القدس المحتلة، هو استفزاز جديد لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم ودعاية سياسية رخيصة في سياق الصراع بين اليمين الذي يقوده نتنياهو، واليمين الأكثر تطرفاً الذي يقوده الإرهابي نفتالي بِنيت”.
من جهتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ المقاومة متأهبة للرد على اعتداءات الاحتلال والدفاع عن المقدسات، وأضافت في بيان أنّ “إصرار الاحتلال على تنظيم مسيرة الأعلام عوامل تفجير للمنطقة برمتها”. كما أوضح البيان أنه ينبغي على “المجتمع الدولي الصامت لجم عدوان الاحتلال على شعبنا”.
وأطلقت قوات الاحتلال النار وقنابل الغاز باتجاه شبان وصلوا الى السياج الأمني جنوبي قطاع غزة، فيما اعتبرت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة في بيان لها اليوم الثلاثاء يوماً لحماية الأقصى والقدس. ودعت “للتصدي للاحتلال وقطعان المستوطنين بعد إعلانهم عن تنظيم مسيرة الأعلام التي تعتبر تعدِّ صارخ على مقدساتنا، وعلى عاصمتنا الأبدية”.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، تمكن عددٌ من الشبان من قص السياج الشائك شرق خزاعة شرق خان يونس، رغم قيام قوات الاحتلال بإطلاق النار وقنابل الغاز. وتمركز عدد من الشبان في مخيم العودة القريب من السياج بعد اطلاق النار.
وفي الضفة الغربية، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة، ولا سيما غرب جنين، حيث اعتقلت عدداً من الفلسطينيين من بلدتي اليامون والعرقة غرب جنين، من بينهم أمين سر حركة فتح.
وكان الفلسطينيون قد تصدّوا لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه قرب البؤرة الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس.
يذكر أنّ الكابينت الإسرائيلي قرر إقامة مسيرة الأعلام الإسرائيلية في إطار اتفاق مع الشرطة الإسرائيلية ومنظّمي المسيرة.
الاحتلال الإسرائيلي كان ألغى في وقت سابق مسيرة للأعلام، بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ باتجاه القدس المحتلة تنفيذاً لوعدها في حال لم يتراجع الاحتلال عن قراره.
يأتي ذلك فيما منعت سلطات الاحتلال الفلسطينيين من إعادة تأهيل مدخل بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس في الضفة الغربية. وأفاد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لوكالة وفا بأن الاحتلال منع العمال من متابعة أعمال التأهيل واستولى على معداتهم وعلى جرافة، مشيراً إلى أنه لم يتم تأهيل مدخل القرية منذ أكثر من عشرين عاماً.
بالتوازي، يواصل سبعة أسرى فلسطينيين إضرابهم عن الطعام في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً على جرائمه المتواصلة بحق الأسرى. ونقلت وكالة وفا عن نادي الأسير الفلسطيني قوله في بيان اليوم إن الأسرى هم الغضنفر أبو عطوان المضرب عن الطعام لليوم الـ 42 وخضر عدنان المضرب لليوم الـ 17 ويوسف العامر وعمرو الشامي لليوم الـ 16 وجمال الطويل لليوم الـ 13 وأيسر العامر وإبراهيم العامر لليوم الثاني.
هذا وشهدت مدينة جنين بالضفة الغربية وقفة تضامنية مع الأسرى. وذكرت وكالة وفا أن المشاركين في الوقفة، التي أقيمت في ساحة المدينة بدعوة من القوى الوطنية الفلسطينية، رفعوا العلم الفلسطيني وصور الأسرى المضربين عن الطعام في معتقلات الاحتلال، مطالبين المجتمع الدولي بوقف معاناة الأسرى، وخاصة المضربين عن الطعام، والضغط على سلطات الاحتلال لوقف جرائمها بحقهم والإفراج عنهم.