الحفل السنوي لقسم الرقص فرصة لإبراز إمكانيات الطلاب
بسبب وباء كورونا لم يحتفل قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية بيوم الرقص العالمي العام الماضي، وبسبب العطلات الكثيرة هذا العام لم يكن لدى القسم متسع لفعل ذلك، وحرصاً على عدم ترسيخ حالة التراخي التي أصابت الطلاب بسبب تلك الانقطاعات كان هناك إصرار من قبل إدارة المعهد والقائمين على القسم على إقامة الحفل السنوي “خطوط” إشراف أ. نورس عثمان يومي الأحد والاثنين الماضيين على خشبة مسرح سعد الله ونوس في المعهد، وقدّم فيه الطلاب وبعض الأساتذة: نورس عثمان، حمود شباط، إيمار خربوطلي مجموعة من الرقصات التي أشرف عليها معتز ملاطيه لي، محمد طرابلسي، نورس عثمان، حمود شباط، معروف ديوانة، إيمار خربوطلي، سماح غانم.
ويبيّن أ. نورس عثمان المشرف على الحفل أنه لأول مرة يشرف على حفل سنوي في المعهد العالي للفنون المسرحية، موضحاً أن الحفل فرصة لإبراز إمكانيات طلاب قسم الرقص التي اكتسبوها في هذه الأكاديمية، وضمّ أكثر من نوع من الرقص، وهو ما جرت عليه العادة في هذا الحفل السنوي، إلا أن ما ميّز هذا العام أنه لا يوجد طغيان لنوع رقص على نوع رقص آخر، فقدّم الطلاب الرقص المعاصر والكلاسيكي ورقصات الشعوب وفنوناً شعبية والجاز، وكل ذلك ضمن روح واحدة احتضنت كل هذه الرقصات وشملت السينوغرافيا والتقنيات والإضاءة والتصميم، فقدّم الحفل عبر خط بصري تمّ العمل عليه بهدف خلق حالة عامة واحدة تحتضن كل الرقصات، مشيراً إلى أنه شارك في الحفل كل طلاب قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية وبعض الأساتذة، وقد فتح المجال واسعاً أمام الطلاب للاقتراح، وبدأ العمل حين استلم كل أستاذ مجموعة منهم تمّ التوصل من خلال التدريبات لمجموعة من الرقصات التي نالت إعجاب الجمهور على مدار يومين.
مسؤولية كبيرة
لا يخفي أ. عثمان أن الإشراف العام من قبله على الحفل السنوي رتَّب عليه مسؤولية كبيرة والخوض في معركة الحياة العملية سواء في المعهد أو خارجه، والأهم برأيه أن الحفل أتاح له فرصة الإمساك بالعرض من الألف إلى الياء، محاولاَ كمتخرج جديد الاستفادة من الأخطاء السابقة للأساتذة ومحاولة تفاديها، مؤكداً أن هذا الحفل تتويج للطلاب بشكل أساسي تقديراً لتعبهم وجهودهم، وليظهروا بصورة لائقة بسبب الضغط النفسي والمادي والجسدي الذي يعيشونه كطلاب بطبيعة الحال، معترفاً أنه لا يمكنه القول إنه راضٍ عن جهد الطلاب، كذلك لا يمكنه القول إنه ليس راضياً لأن ما يهمّه أكثر من ذلك هو خوض الطلاب تجربة الرقص على خشبة المسرح أمام جمهور ليكون لديهم حسّ بالمسؤولية واكتساب الخبرة، وهو ما يحاول جميع الأساتذة تعليمه للطلاب أكثر من تعليمهم التكنيك أثناء الرقص، لذلك حاول عثمان وضعهم في هذا الحفل ضمن بيئة احترافية ضاغطة ليكونوا مستعدين للعمل بعد التخرج، وعلى هذا الصعيد هو راضٍ عن الجهود التي بذلها الطلاب وقد تحمّلوا جميع الصعوبات التي واجهتهم أثناء التحضير لتقديم حفل ناجح انطلاقاً من قناعتهم وقناعته أن المُشاهد لا يهمّه ما هي الظروف والمشكلات التي واجهها الراقصون والفنيون، وبالتالي فإن التقييم الأكبر للطلاب هو رأي الجمهور، وهذا ما حاول دائماً قوله للطلاب، ولهذا يتمّ الحرص على تقديم المتعة في العرض الذي يجب أن يبتعد عن النخبوية لتحضره عامة الناس ويلبي جميع الأذواق، لذلك كان عرضاً بصرياً جميلاً، وكأستاذ في قسم الرقص يوضح عثمان أن أغلب الطلاب يميلون للرقص المعاصر لأنه عاطفي وحسيّ، وفيه حرية حركة جسدية، فالرقص المعاصر يمكنه عبر جسده طرح مواضيع عديدة، أما في الرقص الكلاسيكي فالراقص مجبر على أن يتقيّد بالقواعد الخاصة به، يُضاف إلى ذلك تفتّح هذا الجيل على مواضيع مختلفة بسبب وجود الإنترنت والسوشال ميديا، مشيراً إلى أنه لم يُتح للطلاب تصميم لوحات في هذا الحفل لأن بعض اللوحات الراقصة كانت مأخوذة من أعمال فنية أخرى أو مصمّمة، وقد أشرف عليها أساتذة مختصون.
قسم متعب
وينوّه أ. عثمان الذي يدرس الرقص منذ تخرجه بأنه يفَضّل أن يكون عدد طلاب الدفعات قليلاً، لأن وقت الدرس القصير لا يسمح بأن تكون هناك أعداد كبيرة للطلاب، إضافة إلى عدم وجود فضاء خاص بالقسم من قاعات ومسارح معيّنة للتدريب والعروض، ويعترف أن عدداً من الطلاب يدخلون القسم ثم سرعان ما يتركونه لأنه قسم متعب، ومع هذا هناك من يدخله ويستمر به، وهو في الوقت ذاته يدرس اختصاصاً آخر، ومع هذا يتابعون دراستهم بينما بعض الطلاب لا يستطيعون تحمّل هذا الضغط والطاقة والتعب، فينسحبون، ويصبح العدد قليلاً، مشيراً إلى أنه لم يُتح للطلاب تصميم لوحات في هذا الحفل لأن بعض اللوحات الراقصة مأخوذة من أعمال فنية أخرى أو صمّمها وأشرف عليها أساتذة مختصون، مع إشارته إلى وجود مادة المختبر في القسم الذي يتعلّم فيه الطلاب التصميم، وهو يتطلب مخزوناً حركياً كبيراً يتعلق بالرقص إلى جانب توفر الموهبة.
وختم نورس كلامه بالإشارة إلى أنه اليوم بصدد التحضير لعرض “الصندوق الأسود” وهو تابع للقطاع الخاص، وعرض آخر قيد الكتابة، كما أنه اليوم بصدد تشكيل فرقة رقص لكل الأنواع.
يُذكر أن الإضاءة في العرض إشراف أدهم سفر رئيس قسم التقنيات في المعهد، تصميم أمين أبو قاسم، زينب رجب، تصميم السينوغرافيا غيث مرزوقي.
أمينة عباس