بوتين بايدن.. قمة تشغل العالم بقاسم مشترك وحيد “ب – ب”
البعث – تقرير إخباري:
منذ الإعلان عن القمة الروسية الأمريكية بين بايدن وبوتين وساكن البيت الأبيض ومؤسسات الأمن القومي الأمريكي تحضر وتتهيأ لهذه القمة على الرغم من كل الوسوم والنعوت السيئة التي أطلقها بايدن عن شريكه في القمة “بوتين قاتل”، والتي بالمناسبة لم يتجرأ رئيس أمريكي على المجاهرة بها من قبل.. في حين كان التعامل الروسي مع القمة هادئاً وبعيداً عن التوقعات الصاخبة التي حاولت بعض وسائل الإعلام زجها والمتاجرة بها إعلامياً، حيث اتفقت كل وسائل الإعلام الروسية على أن اللقاء بحد ذاته، وبعد كل التوتر الذي حصل بين ولشنطن وموسكو، هو نتيجة إيجابية، أما الحلول في بقية المسائل فالأمل باعتقاد تلك الوسائل فهو معدوم بسبب الفجوة الكبيرة بين الطرفين.
على توقيت بايدن
ويمكن القول: إن موعد انعقاد القمة جاء موائماً لمواعيد الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي اختار لقاء نظيره الروسي بعد المشاركة في عدد من اللقاءات والقمم الدورية في أول رحلة له إلى اوروبا بعد تسلمه مقاليد الرئاسة، حيث سعى الرئيس بايدن إلى حشد كل حلفائه ابتداءً من قمة السبع مروراً بقمة الناتو والاتحاد الاوروبي، وأخيراً لقاء رئيس النظام التركي، بهدف حشد اكبر قدر ممكن من الدعم قبل لقاء الرئيس بوتين.. طبعاً في ختام كل قمة كانت البيانات ترفع من حدة المجابهة بين روسيا وأمريكا، ولاسيما لهجة الخطاب والتوجه بها إلى موسكو وكأن بايدن كان يريد من بوتين أن يسمع مع انتهاء كل قمة هذا مطالب حلفائي وليست مطالبي ولكن في الحقيقة .هذه مطالب بايدن وفريقه للأمن القومي.
قصف بالنار
وكان الرئيس الأمريكي كشف قبل ساعات قليلة من انطلاق القمة أن القرار حول إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الناتو سيعتمد على ما إذا كان بإمكانها تلبية معايير التحالف وحل مسألة الفساد فيها، الأمر الذي عده الكرملين لفتا لانتباه موسكو، وهو عنصر جديد لم يتم الإدلاء به من قبل.. ما يعني أن بايدن وقبل أن يضع يده بيد بوتين يواصل رمي الأوراق التفاوضية على الطاولة في محاولة قد تكون أخذ موافقة الرئيس الروسي على أمر يتجاوز الملفات التي المطروحة للنقاش.
خوف مواجهة الإعلام
وكان لافتاً في الإعداد للقمة أن فريق الرئيس الأمريكي أصر على عدم خروج الرئيسين بعد القمة للمشاركة في المؤتمر الصحفي المشترك، كما جرت العادة، دون ان يعطي فريق بايدن تبريرات مقنعة، الأمر الذي فتح المجال أمام باب كبير من التكهنات بدأت مع وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو الذي اعتبر أن بايدن يخشى مواجهة بوتين خلال المؤتمر الصحفي، في حين وجه ترامب نصيحة لسلفه أن لاينام خلال اللقاء مع بوتين.. في حين كشفت الصحف الأمريكية أن السبب الرئيس في عدم الظهور المشترك على الإعلام هو الخوف من أي زلة لسان لبايدن والتي كان آخرها في حديثه عن القوات الملكية العسكرية البريطانية؟
ومع ذلك، كان الرد الروسي هادئاً على الرفض مؤكداً أن الرئيس بوتين سيخرج إلى وسائل الإعلام كما قلنا سابقا.. وستكون هي محادثة مفتوحة ومفصلة وصريحة مع الصحفيين”..
طلب ملح ولكن
كل الأحاديث التي سبقت القمة ولاسيما خلال اللقاءات التي عقدها بايدن مع حلفائه في قمم المتنوعة التي عقدها كان هناك قاسم مشترك يكاد يكون الأكثر إلحاحاً وهو محاولة إيجاد فرصة لفك التحالف القائم بين روسيا والصين، وإن كانت مواجهة بكين باتت تتصدر أجندات أمريكا ومعسكرها بشكل رئيسي خلال الفترة القادمة ..
بدورها موسكو قالت أن كل المسائل المطروحة للنقاش ولكن لا يحق لواشنطن الإملاء في علاقة موسكو مع هذه الدولة أو تلك وهي ليست أصلاً في موقع الفرض.. فعلاقتنا مع الدول الحليفة والصديقة غير قابلة للابتزاز.
في عبرت كبيرة الاقتصاديين بمركز الاتصالات الاقتصادية الدولية في الصين، جين وانلينغ، عن اعتقادها بأن القمة المرتقبة بين بوتين وبايدن لا تؤثر على العلاقات الروسية الصينية.
ب ب
وأخيراً حاولت الصحف وشبكات الإعلام الأمريكية الروسية والأمريكية إيجاد قواسم مشتركة بين الرئيسين على الرغم من كل المواجهة القائمة بين الطرفين، فلم تجد سوى التغني بأن الحرف الأول من كلا اسمي الرئيسين هو الباء بوتين بايدن ، حيث استرسل الإعلام المواكب في تفسير هذه الحالة وتحليل انعكاسات هذا الأمر على القمة بالاستعانة بمشعوذين ومحللين نفسيين في علم الحروف.