دراساتصحيفة البعث

خفايا الدعم البريطاني للكيان الإسرائيلي

تقرير إخباري

وفي حين يأتي أكبر دعم دبلوماسي ومالي من الولايات المتحدة عبر 3.8 مليارات دولار سنوياً، معظمه على شكل مساعدات عسكرية، إلا أن لبريطانيا حصة كبيرة أيضاً في دعم الكيان الإسرائيلي فهي تمنحها دعمها الكامل.

لدى بريطانيا إرث خاص في دعم الكيان الصهيوني، باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة في فلسطين، إلا أن الدعم يستمر اليوم مع تسليح لندن للكيان، والتي تشمل مكونات الأسلحة الصغيرة والذخيرة وتكنولوجيا الرؤية الليلية والاستخبارات. في المقابل، تستورد المملكة المتحدة أيضاً أسلحة إسرائيلية الصنع، ففي عام 2016 على سبيل المثال أكمل منتج الأسلحة الرئيسي في إسرائيل “إلبيط” بالاشتراك مع “تايلز” البريطانية تسليم الغالبية من 54 من طائرات “واتشكيبر” المسيّرة كجزء من عقد قيمته 800 مليون جنيه إسترليني.

واشترت وزارة الدفاع البريطانية بين عامي 2018 و2020 معدات عسكرية بقيمة 46 مليون جنيه إسترليني من شركة “إلبيط”. ويتمّ تسويق مثل هذه الأسلحة على أنها مختبرة في المعركة ما يدلّ على الطرق التي يؤدي بها العدوان اليومي ضد الفلسطينيين إلى تحفيز صناعة مربحة ذات امتداد دولي.

وكشفت أبحاث جديدة أن المكوّنات والمعدات العسكرية البريطانية الصنع قد استخدمت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال العدوان على غزة، على الرغم من مزاعم الحكومة بشأن قيود بريطانيا الصارمة على تصدير الأسلحة. كما أصدرت المملكة المتحدة بين عامي 2016 و2020 تراخيص تصدير فردية لمبيعات أسلحة للكيان الإسرائيلي بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني، وذلك بزيادة كبيرة من 67 مليون جنيه إسترليني في التراخيص بين عامي 2011 و2015.

وتسلّط هذه الإجراءات الضوء على مدى ارتباط بريطانيا بالقوة العسكرية للكيان الإسرائيلي، إذ تعمل إحدى كبرى شركات الأسلحة الخاصة الإسرائيلية بحرية داخل مبانٍ مخبأة في المناطق الصناعية في بريطانيا دون أي عواقب على كيفية استخدام أسلحتها في فلسطين أو في أي مكان آخر.

كلّ هذا يحصل على الرغم من الدعوات من قبل مجموعة من المنظمات التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها مثل “الحرب على العوز” و”الحملة ضد تجارة الأسلحة”، التي تطالب بإنهاء الصادرات العسكرية للكيان الإسرائيلي ومراجعة مبيعات الأسلحة البريطانية!.

هناء شروف