خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها وإشارات إيجابية.. الكرملين يكشف تفاصيل قمة بوتين – بايدن
كشف الكرملين عن أبرز المواضيع ذات الاهتمام المشتركة والنقاط الخلافية التي بحثها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن خلال قمتهما في جنيف أمس الأربعاء.
ولفت المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريحات صحفية اليوم الخميس، إلى أن موسكو حذّرت منذ البداية من أي توقّعات مرتفعة من لقاء القمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، مضيفاً: “لكن الآن نستطيع القول، اعتماداً بالدرجة الأولى على تقديرات الرئيس نفسه، إنها (القمة) كانت إيجابية بقدر أكبر”.
وأوضح المتحدث أن الاجتماع منح الرئيسين فرصة لإطلاع أحدهما الآخر على مواقفهما وإدراك ماهية المجالات التي يمكن التعاون بين موسكو وواشنطن فيها والمجالات التي لا يزال التعاون فيها مستحيلاً بسبب الاختلاف التام في وجهات النظر بين البلدين، وتابع: “هذا حصل أيضاً وهو أمر إيجابي”.
وأشار بيسكوف إلى أهمية البيان المشترك الخاص بالاستقرار الاستراتيجي الذي صدر عن بوتين وبايدن، مشدداً على أن هذه الوثيقة المقتضبة تعكس المسؤولية الخاصة التي تتحملها موسكو وواشنطن، وهما أكبر دولتين نوويتين، أمام شعبيهما والعالم أجمع. وأبدى قناعته بضرورة أن تنطلق مفاوضات بشأن الاستقرار الاستراتيجي والرقابة على التسلح بين روسيا والولايات المتحدة في أسرع وقت ممكن.
وأكد بيسكوف أن بوتين وبيسكوف بحثا خلال جولة من المحادثات على نطاق ضيّق ضمن إطار أعمال القمة الملف النووي الإيراني، لافتاً إلى أن هناك “بعض العلامات” بين البلدين إزاء هذه المسألة، وأعرب عن أمل موسكو في استئناف الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، قائلاً: “الأهم هو إمكانية العودة إلى خطل العمل الشاملة المشتركة، وهناك ديناميكية محددة. نأمل في إخراج هذه المسألة من وضعها الحالي”.
وفيما يتعلق بالملف الأوكراني، لفت بيسكوف إلى أن بوتين وبايدن لم يتطرّقا إليه بالتفصيل بسبب كثافة المشاكل المتراكمة المطروحة على أجندة مفاوضاتهما، مقراً في الوقت نفسه بأن روسيا تتابع عن كثب محاولات كييف الانضمام لحلف الناتو وتعتبرها من الخطوط الحمراء التي تحدث عنها مراراً بوتين.
وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن الرئيسين أكدا تمسك موسكو وواشنطن باتفاقات مينسك كطريقة وحيدة لتسوية النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا، وبحثا إمكانية استئناف آلية روسية-أمريكية خاصة بالحوار حول أوكرانيا، لكن دون مناقشة إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى صيغة النورماندي.
وذكر أن القمة أظهرت عمق الخلافات بين موسكو وواشنطن إزاء قضية بيلاروس، قائلا: “تم التأكيد أن هذا هو الموضوع الذي لا يتبغي محاولة تقريب المواقف إزاءه، لأنه أمر مستحيل”.
وصرح بيسكوف بأنه لم يكن من الممكن التوصل إلى أي اتفاقات خلال القمة بشأن الأمن السيبراني، لأن هذا الهدف لم يطرح أصلاً. وأوضح أن الطرفين أكدا إدراكهما لضرورة الحديث عن هذا الموضوع، واصفاً هذا بالأمر المهم جداً، وتابع أن آلية خاصة بشؤون الأمن السيبراني بين الدولتين على مستوى الخبراء ستبدأ عملها قريباً.
وأشاد المتحدث بامتناع السلطات الأمريكية في الآونة الأخيرة عن إلقاء اللوم على الحكومة الروسية في هجمات تزعم واشنطن أنها تنفذ على أهداف في الولايات المتحدة من روسيا. ونقل عن بوتين قوله: إن أكبر قدر من الهجمات السيبرانية في العالم تنفذ من الأراضي الأمريكية، لكن ذلك لا يعني إطلاقاً وقوف سلطات الولايات المتحدة وراءها.
وأكد المتحدث أن موسكو وواشنطن ستعملان بصيغة مغلقة على إمكانية تنفيذ صفقة لتبادل السجناء وليس هناك أي سقف زمني لهذا الحوار.
وردا على سؤال عن إمكانية أن تطلب واشنطن تسليم الناشط والمدون المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني إليها ضمن مثل هذه الصفقة المحتملة، قال بيسكوف: إن موسكو لم تتلق أي طلب بهذا الشأن حتى الآن.