آفة مروعة تغزو استراليا
غزوات الفئران لم تكن تحصل سوى مرة في كل عقد غير أن التغير المناخي قد يجعل هذه الظاهرة أكثر تواتراً وتعاظماً، هذا تفسير علمي أُطلق على أحدث ضربة يتلقاها المزارعون الأستراليون بعد سنوات من الجفاف وأشهر من الحرائق المدمرة وما أعقبها من فيضانات.
فمنذ أشهر يواجه مزارعون في شرق أستراليا غزواً من مجموعات تضم آلاف فئران تأتي على محاصيلهم ومساكنهم مضيفة إليهم محنة جديدة تضاف إلى سلسلة أزمات تهز القطاع الزراعي في البلاد في الأعوام الأخيرة، وقال كول تينك مزارع في مدينة دابو النائية في نيو ساوث ويلز: “هذه السنوات الثلاث الأخيرة كانت الأسوأ في حياتنا نخشى من استمرار هذه الآفة خلال الشتاء الجنوبي الذي ينطلق في حزيران”.
غزو الفئران هذا وصف بأنه الأسوأ على الإطلاق وجرى الإبلاغ عنه بداية منذ تشرين الأول الماضي، لكن هذه الآفة يبدو أنها اتخذت زخماً خاصاً ووصلت إلى مستويات قصوى لسببين المناخ الذي يساعدها على الصمود طوال السنة والتكاثر. وقال منتج الحبوب في توتنهام بولاية نيو ساوث ويلز تيري فيشبول: “لقد انحسرت الفئران لوقت قليل وعادت لتتدفق من جديد وبأعداد هائلة يبدو أنها دورة تكاثر أنتجت الكثير من الفئران”.
وبمواجهة هذه الآفة أعلنت الحكومة الأسترالية عن خطة مساعدة بملايين الدولارات وطورت مبيداً حشرياً قوياً يحمل اسم “بروماديولين” لكنه لم يحظ بعد بموافقة السلطات، فيما يخشى الخبراء ألا يقتصر أثر المبيد على الفئران بل سيتعداه إلى تسميم الحيوانات وتسميم البشر عن طريق السلسلة الغذائية، واعتبر خبراء وباحثون في مركز البحث العلمي أن الأولوية تكمن في البحث عن حلول على المدى الطويل بما في ذلك عن أسباب هذه الآفة الهائلة.
هذا ووصلت الفئران إلى أستراليا مع طلائع المستوطنين البريطانيين وتتمتع هذه القوارض الصغيرة بقدرة كبيرة على التكيف مع الأداء المتفاوت للقطاع الزراعي الأسترالي على خلفية المناخ.