ميناء جاف..!
لمن لا يعرف فإن إعادة الاشتغال على تنفيذ فكرة مشروع “الميناء الجاف والمزلقان البحري” الذي نفتقده في سورية حتى اللحظة – مع الأسف – أمر يبدو على غاية من الأهمية، ولاسيما أننا دولة بحرية متوسطية لديها عدد من الموانئ التجارية الضخمة في مدينتي طرطوس واللاذقية وبعض موانئ الصيد والنزهة الصغيرة المنتشرة على طول شواطئنا وميناء نفطي في بانياس، ولدينا أسطول بحري عملاق من السفن والبواخر المملوكة من السوريين تتراوح أعدادها بين الـ ٧٠٠ و٨٠٠ سفينة، إضافة إلى السفن القادمة والمغادرة التي تؤمّ الموانئ السورية.
ومن المؤكد أن هذه السفن تحتاج لأعمال إصلاح الأعطال والصيانة والطلاء والتشحيم وتفقّد أجهزتها ومعداتها عند كل سفرة بحرية أو محطة مرفئية تؤمّها.
إن عدم توفر “الحوض” أو “الميناء الجاف” و”المزلقان” يضطر السفن للتوجّه نحو مرافئ الدول المجاورة في لبنان وقبرص وتركيا وغيرها لتنفيذ هذه الأعمال اللوجستية بالعملة الصعبة، علماً أننا نمتلك كل المقومات والمعطيات والقدرات والخبرات البشرية والتقنية القادرة على تنفيذ وتلبية كل المتطلبات التي تجعل تنفيذها أمراً يسيراً وسريعاً!!
ومن المؤسف القول إن هذا المشروع هو فكرة قديمة عجزت عن تنفيذها كل الوزارات التي مرّت والإدارات المرفئية التي عبرت رغم الجدوى الاقتصادية العالية، ورغم فرص العمل الأساسية والمرافقة الهائلة التي يوفرها والعائدات المالية الكبيرة التي يمكن أن يحقّقها للخزينة العامة، وفي الوقت نفسه تقليص تكاليف الفاتورة الباهظة التي تتكبّدها السفن السورية، والتسبّب بفوات منفعة محقق غير مبرر!!.
ولابد من القول إن تنفيذ المشروع يؤسّس لصناعات بحرية مهمّة كنا في يوم ما أسيادها بلا منازع لتكون رافداً مهماً وداعماً لعجلة الاقتصاد الوطني.
بعد كل ذلك هل نشهد قريباً ولادة أول ميناء بحري جاف ومزلقانه؟.
وائل علي