فراس يوسف ومقطوعة “نوستالجيا” في أمسية ميلودي
مقطوعة نوستالجيا (“الحنين إلى الماضي”) المشهورة للمؤلف ياني كانت حاضرة في الأمسية الشهرية ميلودي في المركز الثقافي العربي (أبو رمانة) بعنوان “وطن” إعداد وتقديم المهندس فراس يوسف.
حيث بدأت المقطوعة بالنغمات الرقيقة لعزف ياني على البيانو بمشاركة الهارب ومن ثم الفلوت، ثم التصاعد الموسيقي ليبقى البيانو اللحن الأساسي مع مرافقة الفرقة وتألق دور النحاسيات في مواضع، ويتوقف اللحن مع صولو الكلارينيت ثم الكمان.
وأوضح يوسف أنه اختارها تزامناً مع انتصار سورية وتكاتف شعبها بالانتخابات، والذي حمل رسالة إلى العالم بأسره بأن سورية أقوى من الحرب والإرهاب، فمهد بها للحديث عن مفهوم الوطن الذي لا يعني الأرض فقط، لأن التعايش السلمي وطن والمحبة وطن والإحساس بالأمان وطن والتشاركية بقطرة المياه وطن، والحفاظ على أوابدنا وتاريخنا وآثارنا وطن، ناقداً من يروّجون لمفهوم خاطئ بأن المستوطن وهو المكان الذي يستقر فيه الفرد في بلاد الاغتراب يصبح هو الوطن بالنسبة إليه، متناسياً ماضيه وحنينه إلى أرضه وبيته وأهله وذكرياته، ودعا يوسف إلى رفض هذا المفهوم الخاطئ.
وتابع عن الخصوصية اللحنية لياني الذي خرج عن التصنيف الموسيقي، ويعدّ من أشهر العازفين والمؤلفين الموسيقيين المعاصرين، وهو أول عازف غربي يسجل أعماله في تاج محل، ونادى بألبومه “العرقية” بتعدّد الثقافات وتنوع موسيقا الشعوب.
وبمقابله من الشرق عرض يوسف مجموعة أغنيات وطنية منها “الأرض بتتكلم عربي” توّجت بوقع أغنية داليدا “حلوة يا بلدي” ليترافق صوتها وإحساسها مع فيديو اهتمّ بالتراث السوري بشقيه المادي لمعالم البيت الدمشقي واللامادي، مركزاً على المهن الدمشقية التقليدية مثل الرسم على الزجاج والقيشاني والصدفيات والموزاييك، وعلى فنونها وحضور صولو العود وملامح العشق الصوفي برقص المولوية، كما صوّرت الكاميرا مناطق مختلفة من جغرافية سورية وأوابدها تأكيداً على مفهوم الوطن والردّ على المستوطن.
وقد وُظّفت مقطوعة ياني سينمائياً ودرامياً لفيديوهات تلفزيونية متعدّدة، وكانت جزءاً من روحه وعبّرت عن حنينه إلى موطنه كالاماتا في اليونان، وعزفها مع فرقته في حفلات عدة، أجملها الحفل الذي قدمه على مسرح هيردوس أتيكوس في أثينا، وتحدث فيه باللغة اليونانية وهو يهدي هذه المقطوعة إلى شعبه،
ملده شويكاني