أشعار إدلب في ثقافي “أبو رمانة”
البعث – علاء العطار
استضاف المركز الثقافي العربي في دمشق، أبو رمانة، مهرجان أدباء وشعراء إدلب، شارك فيه أسامة قدور ومهند صوان ومجيب السوسي ود. حكمت جمعة، وقدمه الشاعر محمد خالد الخضر الذي استهل المهرجان بقصيدة قصيرة يخاطب فيها ابنه “الحبيب” الذي حزن على “مطمورته” بعد أن حرقت منزله أيادي “البغاة”:
ولدي الحبيب
أنسيت فوق المكتبة مطمورة
وكما جرى في بيتنا
سرقت، وداهمها الهلاك؟
في بيتنا، بين الورود
تركت أغنية وذكرى
عندها سكن الملاك
وتسير أنت أمامه
وتحيط بالمطمورة الأغلى يداك…
وألقى الشاعر أسامة قدور قصيدة تذكر فيها دياره كفريا.. من أبياتها:
تودعني الديار بدمعتين
أذابت في كياني الأصغرين
وغصت في الوداع تبوح وجداً
تبادلني به عيناً لعين
فهمت مرادها
فأشحت وجهي وتغلب هامتي كلتا اليدين…
كما قرأ الشاعر مهند صوان على مسامع الحضور قطعتين شعريتين، تحدث في الأولى عن وداعه لبلاده، فقال:
متقوقع مثل الحصاة
بلا وطن
ملأتْ حشاشة خافقي
آه الحَزَن
وتمددت فوق الهياكل
جثة أخرى لقلبي
آه من هذا الزمن
مجروح أبحث عن بقايا بسمتي
بين الصبايا
إنما لا، لم ولن
وأعود أحمل خافقي ودفاتري
وأعود أبحث في القلوب
عن السكن
وأعود كي أبقى غريباً
يا بلادي
إنها ذاتي
وذاك هو الثمن
والثانية قصيدة غزلية، بعض أبياتها:
مستحيل أن أكون، حبيبتي
فراشةً صفراء
مستحيل أن أكون من الهوى
حمامةً بيضاء
مستحيل أن أكون لحب ليلى
نزوة عند المساء
أنا لا أريد من الهوى
إلا الهوى يا حلوتي…
وألقى الشاعر مجيب السوسي قصيدة قال في مطلعها:
رمى ورميت
إن الله حقُّ
فلا استعباد يذرينا ورقُّ
ويوسف، والعصي بها اشتعال
مدافعُ من تلظيها
ورشق حبال الساحرين
ذوت حبالاً تلقّفها
من الساحات برق
فزاحمت الشموس على ربانا..
وصور لنا المناضل د. حكمت جمعة، الذي اختطفه الإرهابيون وعذبوه وقطعوا أصابعه لمداواته جرحى الجيش العربي السوري، معاناته أثناء الأسر في قصيدة عنوانها “عمار يا وطني القتيل”:
عمار، يا وطني القتيل
في زمن الخسة والعيب
سميتك، يا شيئاً ما
ضاع بلا جدوى
وطناً، رجماً بالغيب
وكقطعة نقد ذهبي، فضي
أو خشبي، لا فرق
فقد سقطت من ثقب الجيب
وأنا أتحسس بالكف المبتورة كل أصابعها
خيبة قلبي
وضياعي في طرقات الشرق حزيناً
أشحذ في الطرقات
من منكم يقرضني وطناً؟
قرضاً حسناً
تسعفني اللكمات
وطني، يا لوح وصايا
مكسوراً كقواطر عشاق محرومين، أفِقْ
فاللعنة أكبر من أن تشرحها كلمات…
واختُتم المهرجان بتكريم أمين فرع إدلب لحزب البعث الاشتراكي أسامة فضل، وهو أخ لشهيدين، وابن الشهيد قدور فضل الذي اغتالته عصابات الإخوان المسلمين، وقال فضل في كلمة له: “من دمشق الفيحاء، هنا إدلب الخضراء، هذا تكريم له معان كثيرة في نظري، فهو تكريم ثلة من المثقفين والأدباء والشعراء الذين سيسطرون بطولات الجيش العربي السوري، وكانت الجمهورية العربية السورية في الشهر الماضي تشهد استحقاقاً رئاسياً كبيراً، راهن على فشله الأعداء، لكن هذا الشعب العظيم قال كلمة الفصل للقاصي والداني. ما قبل 26 تموز ليس كما بعده، إذ كانت الوجوه النيرة والوجوه الضاحكة تذرف دموع الفرح بفوز الرئيس بشار الأسد”.