دخل الله في اتحاد الكتاب: سورية عنصر أساسي في اللعبة الدولية
البعث ــ علاء العطار
استضافت هيئة فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب اليوم الرفيق الدكتور مهدي دخل الله، عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، الذي استعرض في حوار مفتوح ما وصفه بـ “جردة حساب” بما حققه أعداء سورية في السنوات العشر من عمر الحرب البغيضة التي تُشن على الوطن بأرضه وشعبه، وما حققته الدولة السورية جيشاً وشعباً وقيادة.
وقال د. دخل الله أن ما حققه الأعداء هو دمار غير مسبوق بالبنى التحتية، وسقوط عدد كبير من الضحايا لم تشهد البلاد له مثيلاً عبر تاريخها العريق، وإيقاف عجلة النمو الاقتصادي بل وتراجعه إلى الوراء، وتشريد ملايين السوريين وتجويع الشعب السوري، ومحاولة شيطنة سورية لدى الرأي العام العالمي وتشويه سمعتها في كل أرجاء المعمورة، واحتلال أجزاء كبيرة ومهمة، وتحريض الدول العربية على محاربة سورية.
أما ما حققته سورية للحيلولة دون تحقيق الأعداء لأهدافهم فقد تمثل – كما قال الرفيق دخل الله – في إفشال الهدف الأساسي للحرب بصورة نهائية، وهو إخضاع سورية، وتحرير مساحات كبيرة ومهمة استراتيجياً، وبالتالي إفشال مخطط تجزئة سورية إلى بضعة دول، وفرض مبدأ وحدة وسلامة الأراضي السورية وسيادة سورية في الوثائق الدولية، وتحويل الحرب على سورية إلى حرب ذات مضامين دولية وشكل عالمي، فظلت البلاد قوية متماسكة، إضافة إلى الإسهام في إعادة دور روسيا كقوة دولية، إذ استخدمت روسيا أول فيتو لها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي من أجل سورية، ما ساهم بالتالي في تقويض أسس النظام أحادي القطب، والإسهام في إعادة دور الصين وإخراجها من الانكفاء السياسي، وهو أمر بالغ الأهمية، فقد استخدمت الصين أيضاً أول فيتو لها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي لصالح سورية، وخرق المقاطعة السياسية والاقتصادية نسبياً، وحماية الدولة وتقويتها داخلياً.
وركز الرفيق دخل الله على ثلاث قضايا أساسية وهي المقاومة الشعبية، والقضية الفلسطينية، والعلاقات الروسية السورية، معبرا عن اعتقاده بأن الدور الأساسي والأول في الصراع مع الأعداء كان للجيش العربي السوري، أما المقاومة الشعبية فتقوم دوماً عند انعدام وجود جيش نظامي، لكن هذا لا ينفي وجود مقاومة شعبية، إنما كانت قوة رديفة، وهنا لابد من التأكيد على أن جيشنا هو أول جيش نظامي في التاريخ المعاصر ينتصر في حرب عصابات، وهو أول جيش يرتقي فيه عدد غير مسبوق من الضباط الأمراء إلى مراتب الشهادة، وهذا بحد ذاته فخر لنا. لكن المقاومة الشعبية حق – كما يتابع الدكتور دخل الله – وحزب البعث يضطلع بدور كبير فيها، كونه حزبا جماهيريا. أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فهي – باختصار- من الثوابت في نظر القيادة السورية.
واختتم الرفيق دخل الله اللقاء بالتأكيد على أهمية العلاقات السورية الروسية التي تأتّت من كون روسيا قوة عظمى، واتضح هذا في استخدامها للفيتو مرات عديدة، ودعمها للجيش العربي السوري في معركته لدحر الإرهابيين وفي وجه العدوان التركي. وقال إن العلاقة بين البلدين علاقة احترام متبادل، ولا تمس بأي شكل سيادة الدولة السورية، وهذا دلالة على عظمة سورية التي أصبحت عنصراً أساسياً في اللعبة الدولية رغم صغر مساحتها.
أدار الحوار الدكتور إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب