المهرة السورية.. من كل البلاد العربية: “راجعين”
أحيت فرقة المهرة للفلكلور الشعبي حفلاً فنياً راقصاً بعنوان: “راجعين” على خشبة قصر الثقافة بحمص، حضره جمهور كبير من عشاق الفن الشعبي التراثي، قدمت فيه مجموعة من اللوحات المقتطفة من تراث الفن الشعبي العربي اختارته من معظم أقاليم وبلدان الوطن العربي مطعّماً بألحان وأشعار لها حضورها الجماهيري في تلك البلدان بأسلوب مشهدي استعراضي تمثيلي ساحر يجسّد عراقة الفن العربي بعمقه التاريخي وحضوره الدائم.
استهلت المهرة السورية لوحاتها برقصة من الفلكلور الشامي على أنغام أغنية “ياهلا بالضيف” بصوت المغني اللبناني ملحم زين، لتنتقل بعدها إلى الفلكلور الخليجي مستعينة بأغنيات متنوعة لها مكانتها في مشهد الطرب العربي، وافتتحت هذه اللوحة بأبيات من قصيدة الشاعر مانع سعيد العتيبي التي يتغنى بها بالشام، ومطلعها يقول:
يا شام منك الدر، والفؤاد يعاني من هجر خلٍّ بالنوى أشقاني
للتأكيد على مكانة الشام في نفوس العرب وحبهم لها.
وعادت الفرقة إلى الشام بلوحة أخرى لتقدم رقصة الدراويش الصوفية والمولوية، وتعرّج إلى حمص أم الحجارة السود، وزنوبيا ملكة عروس الصحراء تدمر الخالدة.
ومن الفلكلور الفلسطيني قدمت لوحة راقصة برفقة أهزوجة “عالعميم عالعمام رفرف يا طير الحمام” المعروفة في الغناء الشعبي.
وانطلاقاً من قصيدة أحمد شوقي التي مطلعها:
قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا مشت على الرسم أحداث وأزمان
وأدت الفرقة رقصات مصرية من الفلكلور النوبي المعروف في صعيد مصر برفقة أغنيتي “بلح النوبة”، و”بتغني لمين يا حمام”، ثم عادت إلى الحالة الصوفية مع رقصة المولوية التي تتطلب مهارة عالية ولياقة بدنية وبنية جسدية استثنائية.
ومن فلكلور المغرب العربي أدت لوحات متنوعة، ثم انتقلت بعدها إلى العراق بلوحة تفتتحها بقصيدة محمد مهدي الجواهري “شآم المجد” التي مطلعها:
شَمَمْتُ تُرْبَكِ لا زُلْفى ولا مَلَقا
وسِرْتُ قَصْدَكِ لا خِبّاً، ولا مَذِقا
وما وَجَدْتُ إلى لُقْياكِ مُنْعَطَفاً
إلا إليكِ، ولا أَلفَيْتُ مُفْتَرَقا
واختتمت المهرة حفلها من لبنان مع قصيدة الشاعر سعيد عقل: “قرأت مجدك في قلبي وفي الكتب شآم ما المجد أنت المجد لم يغب”، ورقصات برفقة موسيقا الرحابنة “عالعالي عالعالي دارك بتلوح قبالي”.
يذكر أن الرقصات والتدريب للفنان ماهر حمامي مدير الفرقة الذي يراعي المقاربات البارعة للفلكلور العربي الغني والمتنوع بالحركة والأزياء معاً، والألحان والتوزيع لمحمد الهبَّاش، وتتألف الفرقة من عشرين راقصاً وراقصة، تأسست عام ١٩٩٣، وتقدم المسرح الغنائي الراقص بأسلوب درامي متميز.
آصف إبراهيم