رغم الدمار.. “تجفيف البصل” إلى الربح ومساع للتدخل الإيجابي
دمشق – بشار محي الدين المحمد
تعاني الشركة العامة لتجفيف البصل والخضار في السلمية حتى الآن من آثار الدمار الناتج عن القصف الإسرائيلي الذي تعرّضت له في منتصف العام 2020 وعلى أثره دمرت عشرة من مستودعات الشركة، بما فيها من كامل مخزون الشركة الإستراتيجي من المواد الأولية والبذار، إضافة لمشكلة ترحيل الأنقاض، كونها تفوق قدرة المكتب الفني في المحافظة والإنشاءات العسكرية وتمتد على مساحات كبيرة ومؤلفة من مواد بيتونية ثقيلة، في وقت تضرّرت بقية المستودعات البالغ عددها أربعة، وهي بحاجة لإصلاح الأسقف وإعادة التأهيل بمبلغ لايقلّ عن 325 مليون ليرة، كل ذلك عدا تضرر آليات وشاحنات الشركة، وتلف تمديدات الكهرباء بالكامل، وتضرر جميع المكاتب، وخروج جميع الحواسب عن العمل.
مدير عام الشركة المهندس باسل الحموي أوضح لـ”البعث” أن الشركة تعاني كغيرها من مؤسسات وشركات وزارة الصناعة من نقص اليد العاملة الخبيرة، فنحن بحاجة لمراقبين فنيين للخطوط، ولاسيما أن العاملين انخفض عددهم من 160 إلى 56 عاملاً. وأضاف حموي أن هناك صعوبات تتعلق بسعر شراء مادة البصل كون الفلاح لم يتمّ دعمه بالبذار أو المحروقات أو السماد، مما أدى لارتفاع سعر المادة وبشكل لا يحقق الإنتاجية للشركة، وتعمل الشركة حالياً على اللقاء والتواصل مع الفلاحين بالتعاون مع مديرية زراعة حماة ودوائرها والوحدة الإرشادية في الغاب واتحاد الفلاحين بهدف تحفيز الفلاحين على التعاقد معها، عبر التفاوض معهم على السعر المناسب للطرفين، ودفع سلف على الموسم تمكنهم من شراء البذار، في وقت تتعهد الشركة بنقل المادة من أرض الفلاح بسعر رمزي (ثمن الوقود)، كما ستعمل على تأمين جميع متطلبات الفلاحين من مواد القزح والبصل والبدرون، والشراء المباشر من الفلاحين لهذا الموسم، وإقناعهم بتفعيل عمليات التعاون والتعاقد مع القطاع العام كونه يشكل الحماية والضمانة لهم في حال لجوء التّجار إلى تحقيق أية أطماع مستقبلاً.
وحول النهوض بواقع الشركة، أوضح الحموي أنه يتمّ العمل حالياً على دراسة الجدوى الاقتصادية لإعادة بناء مستودعات الشركة بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان الخيرية، أو المنظمات الدولية الخاصة بالتغذية، أو حتى عبر التشاركية مع القطاع الخاص من خلال عقود b.o.t، أو عقود قوانين الاستثمار، أو أية آلية أخرى تحقق الغرض وبمنتهى المرونة، وبالنسبة لخطوط الإنتاج في الشركة فمعظمها معطوبة أو معطلة وغير كافية، ويتمّ العمل حالياً على إجراء عمرة للمرجل وقساطل المرجل كونه الآلة الأساسية لعمل الشركة بالاعتماد على طاقاتها وقدراتها الذاتية، وتمّ تحديد الأولويات في إصلاح آليات الشركة، وخط إنتاج البصل، وخط تجفيف البرغل كونه يتمّ بالتجفيف الشمسي للقمح حالياً بطاقة 5 آلاف طن سنوياً لتغطية احتياجات إدارة التعيينات وبسعر الكلفة تقريباً، وتحقيق التدخل الإيجابي بهامش ربح بسيط عن طريق توزيع 10-20 طناً شهرياً من المادة على منافذ المؤسسة السورية للتجارة، والمؤسسة الاجتماعية العسكرية، ومنفذ البيع في الشركة، كما يتمّ العمل على زيادة إنتاج خط تعليب وتغليف البرغل وتحديثه ورفع طاقته الإنتاجية البالغة 20 طناً شهرياً، وهذا العام ستكون الخطة بإنتاج 340 طناً من القمح تعطي نحو 325 طناً من مادة البرغل، وغالباً ستتمّ زيادة حجم الخطة بعد توقيع عقد مع التعيينات، كما تمّ التخطيط لإنتاج 1288 طناً من مادة البصل المجفف، كما تقوم الشركة حالياً بالاعتماد على بعض المواد الثانوية لاستمرار سير العمل بشكل جزئي كزعتر المائدة، والفلافل، والملوخية اليابسة، والنعنع اليابس، والفليفلة المطحونة، والمخللات، وطحن وتعبئة التوابل، وتعمل الشركة على تجربة زراعة بعض الأصناف مثل الزعتر الأخضر، وسيتمّ توسيع التجربة في حال نجاحها، والعمل على اعتماد المكننة في الشركة للاستفادة المثلى من عدد العاملين القليل في بقية أعمال الشركة.
ورغم كل الصعوبات المشار إليها أكد الحموي أن الشركة هذا العام تحولت إلى شركة رابحة، حيث بلغت مبيعاتها حتى نهاية شهر أيار من العام الحالي 185 مليون ليرة سورية.