عذاب رستم توقع “الغفران”
حمص – سمر محفوض
“الغفران” عنوان المجموعة الشعرية الثانية للشاعرة عذاب رستم الصادرة عن دار عروة للطباعة، وتقع في 115 صفحة من القطع المتوسط، وتضمّ في طياتها ٣٥ قصيدة نثرية غلب عليها الطابع الوجداني والإنساني والوطني، وامتازت بإشراقات جمالية لصور تحفز خيال القارئ.
وجرى توقيع “الغفران” في المركز الثقافي بحمص قاعة سامي الدروبي، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين، وقدم الأديبان عيسى إسماعيل ومحمد رستم قراءة نقدية للمجموعة. وفي مداخلة الكاتب والناقد محمد رستم أشار إلى أن قصائد “الغفران” تندرج تحت ما يُسمّى بالسردية الشعرية أو التعبيرية، واعتبر المجموعة قصيدة واحدة تتماهى مع شغف الأنثى وحالاتها التي توثق لحظات توق وحسرة وألم وتوصيف لحظة فقدان الشريك الآخر.
وأضاف أن المجموعة تنتمي لموضوع كتابة للذات وعنها، باستثناء قصائد قليلة تناولت الوطن والإنسان كنص “فاتحة وطن” ص 7 (حين تطبع الشمس/ قبلة الفجر على التراب/ اقرأ باسم الحب الأعظم/ عنوان فاتحة الأرض/ من كتاب التراب المقدس/ من فيض الوجد/ أتخذ دماءنا حبراً للقلم).
بدوره أكد عيسى إسماعيل عبر قراءاته أن عذاب رستم استطاعت أن توصل مشاعرها عبر جملها الشعرية بشكل مميز وسهل وبعيداً عن التعقيد اللفظي، لافتاً إلى ما فيها من الألفاظ والتراكيب التي تدفع القارئ لأن يعيد قراءته دون أن يفقد الدهشة بنصوصها، فاتحتها الوطن وحبرها الوفاء تبحث عن وحدة تارة بينها وبين الآخر وتارة تفتقده ترقب عودته المستحيلة، مقدماً شاهداً من قصيدتها النثرية في الديوان بعنوان “الغفران” صفحة 9 (لا تغلق نوافذ الفجر/ عباءة الليل السوداء/ خيّمت على قلوبنا/ دع الشمس تجفف/ دموع الزهر/ كم تشبهني).
ورأى أنّ الشاعرة سجّلت اسمها بجدارة بين الشّاعرات اللواتي كتبن قصائد النثر بنجاح وإبداع، مؤكداً أن الشعر وحدة بين الفنون جميعاً من يحق له أن يحرم الزمن ويجرده من ملابسه كي يصنع له ملابس بديلة تناسب ما يراه الشاعر ليرسله إلى أرض يختارها بمخيلته لتزهر شجراً وورداً أو عنباً أو حنطة، والمتلقي يجوب حقول الشاعر فيختار ما يريده.
الشاعرة المهندسة عذاب رستم أشارت إلى أنها بدأت مجموعتها بقصيدة الوطن لأنه الحبيب الأول والأخير لكل السوريين، وجاء اسم مجموعتها الثانية “الغفران” للدلالة على الشوق والوجدان والمحبة والمشاعر الداخلية وتقلبات الروح وعذاباتها وأفراحها والعلاقات الإنسانية والتي غلبت على معظم قصائدها.
وكانت رستم أصدرت مجموعتها الأولى “مذكرات وطن في امرأة” عام 2018.
