متى تتخلى الولايات المتحدة عن عقلية الحرب الباردة؟
تقرير إخباري
يمثل الإطلاق الناجح لمركبة الفضاء “شنتشو-12” والتحامها مع الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية علامة بارزة في برنامج استكشاف الفضاء في الصين. وللتعريف تعدّ سفينة الفضاء “شنتشو-12” هي سابع بعثة فضاء صينية مأهولة، وتحمل طاقماً مكوناً من ثلاثة رواد فضاء وهم أول زوار الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء وسيقضون الأشهر الثلاثة القادمة هناك.
وتدلّ مهمة الفضاء الناجحة على عمل الصين الجاد واعتمادها على نفسها في تكنولوجيا الفضاء، ولكن كما كان متوقعاً أثار استكشاف الصين للفضاء مخاوف بعض وسائل الإعلام الغربية التي تزعم أن الصين يمكن أن تشكّل تهديداً أمنياً لدول أخرى، وأن إنجازاتها العلمية يمكن أن تُستخدم لأغراض عسكرية!.
فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً مثيراً عن التعاون الفضائي بين بكين وموسكو، وملخصه أنه قبل 63 عاماً وضع الاتحاد السوفييتي السابق أول قمر صناعي في الفضاء وبعد أربع سنوات تقريباً أرسل يوري غاغارين الرجل الأول إلى المدار. والآن يقع مستقبل برنامج الفضاء الروسي على عاتق الصين -القوة الفضائية العالمية الجديدة- كما أن روسيا والصين تستهلان حقبة جديدة من المنافسة الفضائية مع الولايات المتحدة وحلفائها.
ويرى محلّلون أن مثل هذه التقارير ليست سوى حيل لافتة للنظر، وهي تغضّ الطرف عن حقيقة أن الصين ملتزمة بالاستكشاف السلمي للفضاء، فقد أطلقت في الثمانينات برنامج الإصلاح والانفتاح، ما أدى إلى تسريع تنميتها الاقتصادية، وبعد سنوات فقط أطلقت برنامج استكشاف الفضاء واستغرق الأمر سنوات عديدة لتحقيق النجاح في استكشاف الفضاء وما زال أمامها طريق طويل لتقطعه. لذلك من العبث اتهام الصين بإثارة سباق تسلح في الفضاء، وخاصة عندما تسعى إلى برنامج فضاء سلمي لتكون في الوضع الذي كانت عليه الولايات المتحدة منذ عقود.
ومن المؤسف أن تلوم وسائل الإعلام الأمريكية الصين على إطلاق سباق الفضاء، الذي أشعلته الولايات المتحدة نفسها خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي وانخرطت في سباق تسلح طويل ومكلف.
وهنا من الواضح أن المخاوف بشأن التعاون الفضائي المحتمل بين الصين وروسيا مرة أخرى من نسج خيال الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة، فلماذا لا تغيّر الولايات المتحدة طريقة تفكيرها وتتبنى التعاون؟. من الضروري أن تتخلى الولايات المتحدة عن عقلية الحرب الباردة لتعزيز البحث العلمي والتنمية السلمية للفضاء الخارجي.
عائدة أسعد