مركز البحوث العلمية الزراعية.. تجارب بلا متطلبات وثروة حيوانية تنتظر الدعم
حماة – يارا ونوس
رغم ظروف العمل الصعبة، يحاول مركز البحوث العلمية الزراعية تقديم عمل رائد لتطوير البحث العلمي في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، في وقت يعمل جاهداً منذ أكثر من (٥٠) عاماً على التحسين الوراثي للأغنام العواس باعتبارها صنفاً متأصّلاً ومتأقلماً مع منطقة سلمية الرعوية.
رئيسةُ المركز المهندسة رابعة الحايك أوضحت في حديث لـ”البعث” أن المركز يضمّ عدة أقسام، منها قسم الثروة الحيوانية ويعتبر القسم الرئيسي في المركز، وقسم أو دائرة المحاصيل، دائرة بحوث الوقاية، وبحوث الموارد، إضافة إلى دائرة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن قسم متخصص بتربية الإبل (الجمال) تابع للمركز (محطة وادي العذيب) وهوَ حالياً خارج الخدمة بعد تعرّضه للتخريب وسرقة محتوياته من الأعلاف والآليات. وأوضحت الحايك أن المركز يقوم على مهام التحسين الوراثي بالانتخاب لسلالات الحيوانات الزراعية المحلية، وتحسين ظروف التغذية واستعمال (السيلاج) ومعالجة المخلفات الزراعية كأعلاف للحيوانات، إضافة إلى تحسين الأداء التناسلي، وتوزيع الأفراد المحسنّة على مربي الحيوانات الزراعية لتحسين قطعانهم ورفع إنتاجيتهم.
وتطرّقت الحايك إلى آلية تحسين الوراثة على النعاج ونشر التراكيب الوراثية المحسنّة، وطرق التغذية والرعاية لدى المربين في المنطقة والتعاون فيما بينهم. والتحسين الوراثي يتمّ حسب خطين: الأول على اللحم بإنتاج اللحم بنسبة أكبر من الحليب (توائمة المواليد)، والثاني على الحليب بإنتاج الحليب بنسبة أكبر من اللحم (٥٠) كيلو في الموسم.
وبالنسبة للعناية الطبية بيّنت رئيسة المركز أن اللقاحات دورية لكل مرحلة عمرية وحسب الأمراض المنتشرة في المنطقة بإشراف أطباء بيطريين، ولاسيما أن المركز يحتوي (١٠٠٠) رأس غنم عواس من كافة الفئات (ذكور، إناث، ومواليد) و(٩٠) إبلاً.
وأضافت حايك أنّ ترشيد استعمال الموارد الطبيعية ضرورة ملحّة في البيئات الجافّة وشبه الجافة، لذلك عمل المركز على زراعة المحاصيل المقاومة للجفاف، وهي زراعات بديلة ملائمة لظروف منطقة سلمية وبسبب تأخر موسم الأمطار تمّ الاعتماد على نظام الزراعة الحافظة كنظام متكيف مع التقلبات المناخيّة، وتأتي أهميته لما يوفره من مستلزمات الزراعة (كالوقود، وأجور الفلاحة والحبوب، زيادة كمية الإنتاج وتحسين نوعيته، وتحسين خواص التربة بحفظ رطوبتها). ويعتمد المركز على معالجة مياه الصرف واستخدامها في ري المحاصيل العلفية (الشعير، السيسبان).
ويوضح المهندس فريد حويجة المشرف على وحدة الزراعة المائية أهمية الزراعة من دون استخدام التربة، واعتبارها بديلاً لمشكلات تدهور التربة، ويمكن استخدامها في المنازل. لافتاً إلى نماذج الزراعة من دون تربة وتتضمن نموذجين (هيدروبونيك) عبارة عن كؤوس مثبتة على قواعد، أمّا (الأكوابونيك) الري بمياه الأسماك، فيعتمد على حوض سمك وبقايا الغذاء يتحلل بالماء ليستفاد منه في سقاية المحاصيل صيفاً (كالبندورة- الفليفلة- الفاصولياء..) وفي الشتاء (الخس– القرنبيط).
وتطرقت رئيسة المركز في حديثها لـ”البعث” إلى تجربة زراعة الزعفران في المركز وعدم نجاحه بسبب (انتشار الديدان، وغلاء أبصاله، ويحتاج لري دائم، إضافة إلى الأسمدة والمغذيات، وتربة ثقيلة).
وتحدثت عن الحشرة المنتشرة على أشجار الزيتون وتُسمّى (حفار الساق) وخاصة في قرية تل الدرة. وأشارت إلى البحوث والتجارب خلال العامين الماضيين في إكثار وإنتاج وانتخاب سلالات بذار البطاطا انطلاقاً من البذور الحقيقية ومراحل إكثارها نسيجياً، ليتمّ إنتاجها محلياً، كذلك إكثار النباتات الطبية والعطرية للاستفادة من زيوتها وطرق تصنيعها.
وحول الصعوبات التي تواجه تنفيذ البحوث في المركز تقول الحايك: تتركز الصعوبات حول متطلبات التجارب في القطاع الزراعي (شبكات الري، الإصابات الحشرية، التقلبات المناخية). وبالنسبة لقطاع الثروة الحيوانية طالبت بدعم حكومي بشكل دائم لتوفير مستلزمات الحيوانات من أعلاف وأدوية.