كثرة الينابيع لا تشفع لريف القرداحة عن نقص المياه
اللاذقية – أريج معروف
تعاني معظم قرى القرداحة من أزمة مياه تؤرق الأهالي وتحمّلهم هماً فوق أعباء الحياة اليومية وتكاليف المعيشة، وتتفاوت معاناة المواطنين بين الريف والمدينة، أو بين القرى في بعض الأوقات، فيكون السبب انقطاع الكهرباء أو الأعطال الفنية، وقد يضطر الأهالي لشراء صهاريج المياه بآلاف الليرات، أو نقل المياه من الينابيع، أو الاستعانة بالآبار الخاصة إن وجدت، كل ذلك ونحن نتحدث عن مياه الاستخدام اليومي، ولم نتطرّق إلى أن قرى منطقة القرداحة يعتمد سكانها ولو بشكل جزئي على الزراعة، فكيف ستنمو هذه المزروعات البسيطة التي يعتمدون عليها ربما لينتجوا ما يؤمّن لهم الاكتفاء الذاتي من الخضار وغيرها؟ وهل يدفعون ثمن صهاريج مياه تعادل ثمن ما ينتجونه؟.
وفي حديث للعديد من الأهالي، يقول هؤلاء إن ما يصلهم من المياه عبر الشبكة الرئيسية لا يكفيهم، فهناك قرى تروى كل يومين، وغيرها كل ثلاثة، وغيرها كل أسبوع، حسب برنامج لا تنتظم فيه المواعيد، والأعطال كثيرة.
والمفارقة هنا أن العديد من القرى لديها ينابيع مياه عذبة، لكن نسبة المستفيدين منها قليلة أحياناً لبعد المورد المائي عن سكنهم، وبسبب صعوبة نقلها للاستفادة منها، حيث يضطرون لنقلها بالصهاريج، أو الاستفادة منها بطريقة أو بأخرى لتأمين احتياجهم.
وفي متابعة للموضوع مع مدير مياه القرداحة، المهندس جلال جديد، أوضح أن عدم وصول المياه مرتبط بقطع الكهرباء أو حدوث أعطال، عدا ذلك كل محور له برنامج سقاية وفق الآتي: محور الجوبة الذي يمتد من اسطامو إلى الجوبة تصله المياه كل 7 أيام، بمعدل من ساعة ونصف إلى ساعتين، مدينة القرداحة كل يوم من ساعتين إلى ثلاث ساعات، غربي القرداحة كلماخو والقرى المجاورة لها من ساعة إلى ساعتين كل ثلاثة أيام، قرى المتن وبعبدوس وبحورايا كل خمسة أيام لمدة أقل من ساعة، بسين والقرى المجاورة لها كل سبعة أيام لمدة ساعة، وهناك قرى بعيدة مثل عنانيب ومركية وبسوت وغيرها لا يمكن تغطيتها كل سبعة أيام، لذلك تقسم إلى قطاعات تسقى كل أربعة عشر يوماً لأنها مترامية الأطراف، ولتصل المياه إليها تمر بثلاث وأربعين قرية، ووصول المياه لها مرتبط بالبعد ومراحل الضخ.
يقول أمين شعبة القرداحة الرفيق سميع عدرة: بالتعاون مع الجهات المعنية حاولنا إيجاد بدائل وطرح مشاريع لتشكّل تغذية مساعدة لخط مياه السن لدينا، في غرب القرداحة تمت إعادة نبع ليسقي كلماخو ومرج معيربان والدبيقة، وجزءاً من الجديدة والقاموع والقلورية، وتم حفر مجموعة من الآبار المحلية في المنطقة مثل: كروم الوطى ودير حنا والمتن والمران، جزء منها وضع في الخدمة، وجزء لم يوضع، كما اطلعنا مع الجهات المعنية على جورة الربند الغنية بالمياه، حيث توجد فيها العديد من الآبار المحفورة سابقاً، وطالبنا بوجود بئر استكشافي للمنطقة، وقد استفاد قطاع حرف المسيترة ومجموعة من القرى المحيطة بها من مشروع جر المياه من جبلة باتجاه حرف المسيترة، واعترف بوجود معاناة حقيقية كبيرة في الاستفادة من المياه الطبيعية ومياه السن، ونعمل للتخفيف من هذه المعاناة بالمطالبات، وبالتعاون مع مختلف المؤسسات، منها المياه والكهرباء.