عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى بحراسة من قوات الاحتلال

في إطار مخطط ممنهج لتهويد المدينة المقدسة وتهجير أهلها منها، تواصل سلطات الاحتلال سياساتها العدوانية من خلال إطلاق يد المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، فضلاً عن محاولاتها المستميتة لإجبار سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة على إخلاء منازلهم وصولاً إلى تهجيرهم وإحلال المستوطنين محلّهم.

وفي هذا السياق، اقتحم 73 مستوطناً الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.

خارجية السلطة الفلسطينية أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي يصعّد اعتداءاته على أهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة لتهجيرهم مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقفها. وأوضحت في بيان أن قوات الاحتلال ومستوطنيه يقتحمون الحي يومياً ويمارسون أبشع أشكال الإرهاب بحق الفلسطينيين فيه لتهجيرهم قسرياً من منازلهم وذلك في إطار تنفيذ مخططات الاحتلال لتهويد القدس.

وشدّدت الخارجية على أن معركة الوجود الفلسطيني في حي الشيخ جراح هي معركة الوجود الفلسطيني في القدس، وأن الفلسطينيين سيواصلون التصدّي لمخططات الاحتلال وسيفشلونها.

في موازاة ذلك، أغلقت قوات الاحتلال جميع الطرق المؤدية إلى جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية. وقال نائب رئيس بلدية بيتا موسى حمايل: إن قوات الاحتلال منعت الفلسطينيين من الوصول إلى الجبل وأغلقت جميع الطرق المؤدية إليه، مضيفاً: إن هذه الإجراءات التعسفية لن تثنينا عن مواصلة النضال لإفشال مخططات الاحتلال الاستيطانية.

كم اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين وبلدات نعلين في رام الله ودورا وبيت أمّر في الخليل واعتقلت خمسة وعشرين فلسطينياً.

وفي الأثناء، بدأ الأسير الفلسطيني منيف أبو عطوان اليوم إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين في معتقلاته.

ونقلت وكالة وفا عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قولها: إن الأسير أبو عطوان بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على جرائم الاحتلال وتضامناً مع الأسير الغضنفر أبو عطوان المضرب عن الطعام في معتقلات الاحتلال منذ 50 يوماً والذي يعاني من تدهور وضعه الصحي في رسالة للمؤسسات الحقوقية والإنسانية للالتفات لحالته ولحالة كل الأسرى الذين يعانون الويلات بسبب ممارسات الاحتلال التعسفية بحقهم.

وأشارت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع عائلة الأسير الغضنفر من زيارته، مبيّنة أن العائلة تناشد العالم أجمع بالضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عنه وإنقاذ حياته.

وفي السياق ذاته، طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين في معتقلاته ومحاسبة مرتكبيها انطلاقاً من التزاماته القانونية والأخلاقية والمواثيق الأممية.

ووفقاً لوكالة وفا حذّرت الهيئة في بيان لها اليوم من تفاقم الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن الاحتلال يستهدف المرضى منهم عبر سياسة الإهمال الطبي المتعمّد وانتهاك حقوقهم بالعلاج والرعاية الصحية والدوائية.

وأكدت الهيئة أن انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي وممارساتها القمعية المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان، حيث لا يزال آلاف الأسرى بينهم أطفال ونساء يقبعون في معتقلات الاحتلال ويعانون ظروفاً صحية قاسية.

ولفتت الهيئة إلى أساليب التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي التي تنتهجها قوات الاحتلال بحق الأسرى ومنهم الأسير الشاب محمد براش من مخيم الأمعري برام الله بالضفة والذي يعاني وضعاً صحياً صعباً يحتاج معه إلى إجراء عملية في أذنيه، علماً أنه معتقل منذ عام 2003 ومحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات.

إلى ذلك، أدانت لجنة فلسطين الوزارية التابعة لدول حركة عدم الانحياز عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني مطالبة بوضع حدّ فوري له ووقف انتهاكات الاحتلال المستمرة للقانون الدولي.

وندّد بيان أصدره رئيس المكتب التنسيقي لحركة عدم الانحياز عقب اجتماع عقدته اللجنة عبر تقنية الفيديو كونفرانس الليلة الماضية، باعتداءات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى والتهديد بتهجير مئات العائلات الفلسطينية من منازلها في القدس المحتلة وبالاقتحامات اليومية وحملات الاعتقال التي تستهدف الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال.

وأدانت اللجنة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي فاقم معاناة أهله من الحصار الذي يفرضه الاحتلال عليهم منذ أكثر من 15 عاماً.

وطالبت اللجنة بوضع حدّ فوري للعدوان الإسرائيلي الممنهج وسياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي وإيجاد تسوية للقضية الفلسطينية والوفاء بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما في ذلك الحق في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.