معلا يحسم مصير إدارة “الاتحاد”.. وتضارب في ردود الفعل
حلب- محمود جنيد
قضي الأمر الذي شغل الشارع الرياضي الحلبي طوال الفترة الماضية، ونسجت على نوله الكثير من التوقعات والقصص والأخبار المتضاربة والتسريبات المزعومة، إذ جُددت الثقة بإدارتي ناديي الاتحاد والحرية خلال زيارة رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا إلى حلب الأسبوع الفائت.
الرهان كان كبيراً على زيارة معلا من قبل التيارات متعاكسة الاتجاهات مع، وضد، بقاء الإدارة على رأس عملها، والحديث هنا، تحديداً، عن نادي الاتحاد الذي بقي مصير إدارته غامضاً، متأرجحاً على حبال صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن استدعت “التنفيذية” الحلبية – كما أكد مصدر مطّلع لـ “البعث” – رئيس مجلس إدارة نادي الاتحاد قبل أيام من قدوم معلا، وطلبت منه تقديم الاستقالة الجماعية بعد أن حضّرت البديل المناسب، وهو المهندس عبد الغني كبة، لكن رئيس الاتحاد الرياضي، وبعد أن وصله الخبر، أعطى تعليماته بضرورة التريث!
ومع وجود لجنة تنفيذية مهزوزة الصورة في حلب، كان لابد من وجود اللغط والعبث المثير للاضطرابات، فالفكرة التي وصلت رئيس نادي الاتحاد هي أن الشركة الراعية سحبت يدها، وبالتالي، لم يعد هناك دعم تستند إليه الإدارة، ورحيلها هو الأفضل.
بالفعل، وحسب المصادر ذاتها، فإن المهندس باسل حموي، رئيس النادي، وعد بأن تقدم الاستقالات مكتوبة بعد أيام قليلة، لكن دراسة الموضوع بين أعضاء مجلس إدارة نادي الاتحاد، وتأكدهم من عدم صحة ما نسب إلى الشركة الراعية حول تنصّلها من رعاية النادي، قلبا الأمور من جديد على من طلب من إدارة الحموي الاستقالة، وعلى من وجّه بذلك، ليكون القرار الحاسم يوم الخميس الفائت الذي اجتمع فيه رئيس الاتحاد الرياضي فراس معلا مع رئيس نادي الاتحاد المهندس حموي في مقر اللجنة التنفيذية، وبحضور رئيسها وأعضائها، وخلص- كما ورد لـ “البعث”- إلى نتيجة مفادها تجديد الثقة بالإدارة الاتحادية، مع الذهاب لترميم الشاغر الذي تركه كل من الأعضاء: مجد حمصي، محمد كعدان، بيان جمعة، بعد نقاش تقييمي حواري تم التطرّق خلاله لمواطن الخلل لتصويبه، وإزالة الفجوة بين الإدارة الاتحادية واللجنة التنفيذية، والتأكيد على العمل بمنهجية وتخطيط وتنظيم، والاهتمام بالألعاب الفردية والقوة ودعمها.
ولكن، في خضم ذلك كله، لا ندري أين ذهبت تلك الوثائق والثبوتيات التي تمتلكها اللجنة التنفيذية ضد عمل الإدارة؟ ولماذا تخلت التنفيذية “المهزوزة” عن دورها، وتراخت أمام رئيس منظمة الاتحاد الرياضي، كما كانت قد أوصلت فكرة الاستقالة للإدارة ع / ط!.. أي أن دورها عبارة عن شيء أشبه بالموصل وتسيير المعاملات، وفي كل ذلك مؤشرات وأدلة على موطن الخلل الرئيسي في رياضة حلب؟
بعد الزيارة الخاطفة لمعلا إلى حلب، بدأت ردود الأفعال على النتائج، فهناك من يرى بأن القرار لم يراع مصلحة النادي العامة، وآخرون اعتبروا تجديد الثقة بالإدارة الاتحادية انتصاراً كبيراً للنزاهة، خاصة أن سبب وتوقيت الحملة على الإدارة الاتحادية، ورئيسها باسل حموي تحديداً، أعقبا إعادة فتح ملف الفراغات الخمسة، وقرب موعد تثمير محلات النادي بعد انتهاء فترة العقود، أي أن “اللحسة طارت” على البعض، وهذا بيت القصيد برمته!.
رئيس نادي الاتحاد، المهندس باسل حموي، شدد على أحقية المطالب بتحركات سريعة في مجال التعاقدات، والنجاح في استحقاق “فاينال فور” السلة، مشيراً إلى أن مشكلة النادي برمتها تتلخص بعدم المنافسة، وتحقيق أي لقب بالنسبة لفريق رجال كرة القدم، رغم أنه وصل إلى نصف نهائي كأس الجمهورية، وخرج منه بركلات الترجيح.
وتساءل حموي في حديث لـ “البعث” عن سبب الحملة الشعواء ضد إدارته، رغم أن النادي، منذ عقد ونصف من الزمن، لم يحقق بطولة الدوري، سواء على صعيد فريق القدم أو السلة، لافتاً إلى أن “الرياضة ربح وخسارة”، وإدارة نادي الاتحاد عملت بأقصى طاقتها لتحقيق تطلعات الجمهور العاشق الذي يستحق الفرح والألقاب، ومازالت تخطط وتفكر وتحاول وتسعى، مضيفاً بأن نادي الاتحاد ليس فريقاً يمارس لعبة واحدة، بل هناك فرق أخرى “بَصمت”، وقواعد وفئات عمرية وملفات أخرى يتم العمل عليها.