أخبارصحيفة البعث

روسيا لسفيرة لندن: بريطانيا ستتحمّل عواقب أي استفزازات

حذرت موسكو من أن المملكة المتحدة ستتحمل عواقب أي استفزازات جديدة في البحر، بعد حادثة خرق المدمرة Defender البريطانية حدود روسيا قبالة شبه جزيرة القرم الأربعاء.

وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها أنها استدعت اليوم الخميس السفيرة البريطانية لدى موسكو ديبورا برونيرت وأعربت لها عن “احتجاجها الشديد على التصرفات الاستفزازية والخطيرة للسفينة التابعة للبحرية البريطانية في المياه الإقليمية الروسية”.

وشددت الوزارة على أنها تعتبر هذه الحادثة انتهاكا صارخا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، لافتة إلى أنها أعارت خلال الاجتماع مع السفيرة اهتماماً خاصاً إلى أنه “في حال تكرار مثل هذه الاستفزازات سيتحمل الجانب البريطاني المسؤولية الكاملة عن عواقبها المحتملة”.

وأطلقت قوات للجيش الروسي الأربعاء طلقات تحذيرية باتجاه Defender بعد أن خرقت المدمرة البريطانية حدود الدولة الروسية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم دون الانصياع لمطالب الجانب الروسي.

ونفت السلطات البريطانية وقوع أي حوادث وإطلاق طلقات تحذيرية، على الرغم من نشر لقطات توثّق لحظة الحادث وتؤكّد صحة الرواية الروسية.

وفي وقت سابق، حذرت الخارجية الروسية من تحول البحر الأسود إلى ساحة للمواجهة العسكرية، وشدد نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، اليوم الخميس، خلال مشاركته في الدورة التاسعة من مؤتمر موسكو للأمن الدولي، على أن حادثة Defender كانت متعمدة، وقد تجلب عواقب في غاية الخطورة وغير قابلة للتنبؤ، إلى المنطقة.

وحمل الدبلوماسي الروسي الشركاء الغربيين المسؤولية عن “تصعيد دوامة المواجهة” مع روسيا، قائلاً: “هذا الوضع قابل للانفجار، وحتى إذا توخت جميع الأطراف العقلانية، فإنه من غير المستبعد وقوع حوادث عرضية من شأنها أن تؤدي إلى نزاع حقيقي”.

وأعرب غروشكو عن قلق روسيا إزاء تكثيف حلف الناتو تواجده العسكري عند حدودها وزيادة عدد دورياته الجوية وتدريباته ورحلات سفنه في البحرين الأسود والبلطيق، وحتى في بحر بارنتس، مشيراً إلى أن هذه الأنشطة تؤدي إلى “تحول مناطق هادئة جدا من الناحية العسكرية، مثل البلطيق والبحر الأسود، إلى ساحة لمواجهة عسكرية غير ضرورية إطلاقا”.

وشدد نائب الوزير على أن مثل هذه التصرفات تثير شكوكاً بشأن مدى فعالية الوثيقة التأسيسية المبرمة في عام 1997 بين روسيا وحلف الناتو، مضيفاً: “ننطلق من ضرورة تطبيق هذه الوثيقة، لكن لا يمكن تفادي التساؤلات بشأن ماهية الفارق بين التناوب المستمر والتواجد العسكري الدائم”.

من جانبه، حذر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمام الصحفيين اليوم الخميس، “كل من ينتهك حدود روسيا تحت ذريعة حرية الملاحة” من القيام بمثل هذه الخطوات الاستفزازية، مؤكداً: “أمن بلدنا على سلم الأولويات”.

وتابع رداً على سؤال عن الخطوات التي تستطيع روسيا اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، لاسيما مع الشركاء الأمريكيين: “يمكننا أن ندعو إلى سيادة العقلانية ونطالب باحترام القانون الدولي، وإذا لم ينفع ذلك فيمكننا أن نقصف، وليس خط مسار الهدف، بل والهدف نفسه، إذا لم يفهم زملاؤنا (مطالبنا)”.

هذا ويرى نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، أن الأعمال الاستفزازية بمشاركة المدمرة البريطانية في البحر الأسود كانت تهدف إلى إفشال اتفاقيات القمة الروسية الأمريكية في جنيف.

وكتب السيناتور الروسي كوساتشوف على صفحته في “فيسبوك”، اليوم الخميس: “لا أرى إلا هدف واحد لاستفزاز أمس عندما خرقت المدمرة “Defender” التابعة للقوات البحرية البريطانية الحدود الروسية ودخلت مياهها في منطقة رأس “فيولينت” لمسافة 3 كيلومترات، وهو منع تحول التوفيق بين المواقف والنهج، الذي قام به الرئيسان الروسي والأمريكي في قمتهما في جنيف، إلى اتفاقيات براغماتية وتطبيقية”. وأضاف: “ألقت بريطانيا قطة ميتة، وبدأت الضباع بالفعل في الوصول إلى الرائحة”.

وأوضح كوساتشوف: “إنها محاولة واضحة لتسميم الأجواء النقية قليلا للسياسة الدولية. ومن المهم منع ذلك. ويتوقف الكثير في هذا الأمر على رد فعل الجانب الأمريكي وما إذا دعم المستفزين، أو تمسك بروح جنيف. وسنتابع ذلك عن كثب”.