دمشق تحتضن الدورة الأولى للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب
دمشق – بسام عمار
انطلقت اليوم أعمال الدورة الأولى لاجتماعات المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب تحت شعار “التضامن مع سورية في مواجهة العدوان والحصار الجائر”و” لا للمبادرات نعم لعودة كامل الأراضي الفلسطينية والقدس العاصمة الأبدية” في فندق الشيراتون والتي تشارك فيها نقابات المحامين في سورية ومصر والعراق والمغرب وتونس والسودان ولبنان وفلسطين والأردن .
وزير العدل القاضي أحمد السيد ذكر أن السوريين استطاعوا رغم الحصار، الذي يخالف كل المعايير والقيم الانسانية، ورغم الاستنزاف لقدرات الوطن ومقدراته وسرقة خيراته، سواء أكان بالأصالة الأمريكية أم بالوكالة من أدواتها وعملائها دعاة الانفصال، وإضافة الى محاولات التهويل الخارجية، أن يقدموا أنموذجا جديدا في المقاومة الشعبية، حينما تمسكوا بقوة الكلمة وقوة المواطنة مستخدمين حقهم وموفين بالتزاماتهم، فكان الاستحقاق الدستوري للانتخابات الرئاسية ميدانا جديدا لنضالهم، ورسالة مستمرة يكمل بها ما قدمه شهدائهم من دماء ليستمر الوطن، ولتكمل سورية دورها الحضاري والعروبي، فأوجزوا بكثافة الإقبال صلابة الإرادة، وكرسوا بإرادة وإشراف القضاء نزاهة الإجراءات، وحسن الانضباط وأبزر بوادر التعافي بالمحافظة على أمن وأمان العملية الانتخابية، وقدموا ترجمة صريحة لمعاني الولاء للوطن، وللثقة بصانع انتصاره وقائد مسيرته السيد الرئيس بشار الأسد، وأكدوا بذلك على المبادئ والمواقف السورية أنها لم ولن تتغير، وأضاف أننا في سورية نؤمن إيمانا لا ريب فيه، أن المستقبل يحمل بشائر الانتصار على المحتل، فالشعب الذي هزم جحافل وقطعان الإرهاب المدعومة من أكثر الدول طغيانا وهمجية، لا يؤمن إلا بحتمية انجلاء الغمامة التي جثمت على ربوع الوطن العربي، ولا يقبل إلا باستعادة كامل حقوقنا في اللواء السليب والجولان الحبيب والقدس المغتصبة، مقدما الشكر والتقدير لأعضاء الاتحاد لاختيارهم سورية، لعقد اجتماعات المكتب، متمنياً النجاح لهم في عملهم والخروج بتوصيات تخدم عمل الاتحاد.
نقيب المحامين الفراس فارس، ذكر أن الاجتماع ينعقد في دمشق، قلب العروبة النابض المفعم بالصمود والحرية، والتي فتحت ذراعيها لكل الأخوة العرب والأحرار والشرفاء في العالم، ومنهم الاتحاد العريق والكبير بقاماته، وما يمثلونه من مكانة وطنية وعلمية وقانونية واجتماعية في بلدانهم، والمفعم بمواقفه العروبية القومية من الأحداث التي تشهدها منطقتنا العربية عموما، وسورية خصوصا، وانعقاد الاجتماع خير دليل على ذلك، حيث كان الاتحاد يعبر عند أي تهديد لمنطقتنا عن نبض أعضائه والشارع العربي بشكل صريح، من خلال القرارات والمواقف التي يتخذها، مشيرا إلى أن سورية تؤكد دائما أن النقابات والاتحادات العربية تمثل أحد أشكال التضامن العربي، الذي عملت على تحقيقه ولابد من الوصول إليه يوما، لاسيما وأننا اليوم نعيش حالة من النبض العروبي الذي أصبح حاجة ضرورية لمواجهة التهديدات والمشاريع الاستعمارية، الرامية إلى تفتيت دولنا ونهب ثرواتنا وسلب سيادتنا وحرية قرارنا، وهنا يكمن دور الاتحاد بالتنبيه إلى خطورة هذه المشاريع، وضرورة مواجهتها بمختلف الطرق والوسائل، ومواجهة الفكر المتطرف الغريب عن نسيجنا الاجتماعي، وعاداتنا وتقاليدنا، منوها الى ان شعار الاجتماع يؤكد أن المحامين العرب ممثلين باتحادهم، قد حملوا قضايا أمتهم وأعطوها الاهتمام والعناية والأولوية والجهد المطلوبين، وأضاف أن المحامين هم شركاء العدالة في سورية وقدموا أرواحهم ودماءهم فداء للوطن، وهم ماضون في رسالتهم وتحمل مسؤولياتهم، في إحقاق الحقوق ورفع الظلم وتطبيق القانون والعمل المشترك، من أجل تكريس استقلال حقيقي لجناحي العدالة داعيا أعضاء المؤتمر، الممثلين للنخب النقابية والثقافية والقانونية في بلدانهم، إلى بذل كل جهد ممكن للوقوف إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب والحصار الظالم، وفضح جرائم كل من ساهم ومول ودعم التنظيمات الإرهابية وسبب تهجير العديد من الأسر السورية، وسلب ثروات الوطن وعمل على تقسيمه منوها الى أن المحامين العرب يعلنون تضامنهم مع أخوتهم وأهلهم في فلسطين المحتلة آملا أن يكون لاتحاد المحامين العرب، صاحب المكانة التاريخية والنقابية والوطنية والقومية، الدور الأهم والأميز في تطوير وتوحيد القوانين، والإعلاء من شأن المحاماة في الوطن العربي.
الأمين العام لاتحاد المحامين العرب المكاوي بنعيسى، ذكر أن الاتحاد يعلن التضامن مع سورية العربية المناضلة التي تدافع عن عروبتها قولا وفعلا، والتي ظلت تناضل من أجل العروبة والحفاظ على الهوية العربية المستقلة، وكافحت من أجل تحرير الوطن العربي كله من الخليج إلى المحيط، وكانت انجازاتها لقضايا العروبة والاستقلال الوطني، وبقيت على العهد الوطني والقومي، وكانت بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد حافظة لكل عهد وملتزمة بكل وعد، وقدمت بقيادته للقضايا العربية عامة وللقضية الفلسطينية خاصة، كل الدعم السياسي والإنساني والاقتصادي واحتضنت ومازالت أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وأضاف: ناضلت سورية ضد الإرهاب الدولي، المدعوم من الدول المارقة على الشرعية الدولية والمدعومة من الامبريالية والصهيونية، وجيء بالعصابات المسلحة من كل بقاع الدنيا لتنال من الأراضي السورية، فكان الجيش العربي السوري بالمرصاد وانتصرت بفضل هذا الجيش العظيم وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، لافتا إلى أن الانتخابات الرئاسية عبرت عن تمسك السوريين بوطنهم وقائدهم ومسيرتهم الوطنية وديمقراطيتهم، مقدما التحية من خلال أعضاء الاتحاد للسيد الرئيس بشار الأسد، معلنا الوقوف والسير معه مع أحرار العالم حتى تحقيق النصر الكامل للامة العربية.
وطالب الأمين العام بعودة سورية إلى الجامعة العربية، ومن كل الدول والمنظمات الدولية إدانة العدوان التركي على الأراضي السورية، وأن يخضع هذا العدوان للباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وطالب الأنظمة العربية أن تعي الدرس وتعود لجادة الصواب والعمل لصالح الشعب العربي والتخلي عن العلاقات مع الكيان الصهيوني وغلق سفاراتهم ومكاتبهم التجارية في كل العواصم العربية وإنهاء حالة الاقتسام بفلسطين وان تتوحد الفصائل الفلسطينية.
وسيناقش الاجتماع على مدى يومين آليات عمل الاتحاد وتطويرها، والتنسيق والتعاون بين النقابات العربية، ودور الاتحاد في الدفاع عن القضايا القومية، وخطة العمل المستقبلية والقضايا السياسية والتنظيمية .
حضر حفل الافتتاح رئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس مجلس الدولة ونقباء الدول المشاركة والأمناء العامون المساعدون في المكتب الدائم للاتحاد المحامين العرب وأعضاء مجلس النقابة وعدد من القضاة وحشد من الزملاء الإعلاميين.
وأكد المشاركون بالاجتماع أهمية دور سورية العروبي وضرورة دعمها في حربها على الإرهاب لتحقيق النصر الكامل والمطالبة برفع الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري المقاوم ومواصلة دعم القضية الفلسطينية وحق العودة للفلسطينيين ودعم المقاومة التي تعد سورية محورها.
واعتبر الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب محمد الحسن عوض الله أن انطلاق الاجتماع من سورية رسالة للجميع أن سورية صامدة وتنتصر كما أنه رسالة إلى الأمة العربية بأنه لا بد من توحد الجميع لدعم قضايا الأمة العربية بكل قوة ووضوح.
وأوضح كل من المحامي محمد بكار والمحامية رتيبة الميلادي من تونس أن أهم مطلب سيكون خلال مناقشات اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب هو المطالبة بعودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية ودعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
من جانبه بين عضو وفد نقابة المحامين من المغرب عبد الحفيظ بوشنتوف أن وجوده في دمشق اليوم للتأكيد على تضامننا مع الشعب السوري الصامد الذي واجه أقوى وأعتى هجمة في التاريخ المعاصر وجئنا لنعبر عن تضامننا مع الدولة السورية وإدانة ما تتعرض له من حصار اقتصادي جائر.
واعتبر المحامي عبد الجواد أحمد عضو المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب من مصر أن انعقاد اجتماع المكتب في سورية يهدف إلى دعم صمود الشعب السوري والفلسطيني، بينما أوضح الدكتور المحامي عمر الحامد من الأردن أن أهم التوصيات التي يجب أن يخرج بها الاجتماع المطالبة برفع الإجراءات الاقتصادية القسرية والحصار عن سورية.