اليونسكو وعودة أمريكا
تقرير إخباري
تتمتع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو بنفوذ سياسي حقيقي، فقد تأسست المنظمة بعد الحرب العالمية الثانية لحماية التراث الثقافي المشترك للإنسانية لكنها تعرضت لاضطرابات بعد انسحاب الولايات المتحدة التي تسهم بنحو 20% من تمويلها.
لم يعجب دونالد ترامب بمنظمة اليونسكو على الرغم من وجود 23 موقعاً للتراث العالمي في الولايات المتحدة، لقد ألغى عضوية بلاده في عام 2017 تماشياً مع سياسته “أمريكا أولا”. كان السبب الرسمي لترامب هو قرار اليونسكو الاعتراف بدولة فلسطين فترك الرئيس فواتير ضخمة غير مدفوعة مما جعل أمريكا مدينة لليونسكو بحوالي 500 مليون دولار.
لكن هذا الأمر ربما يكون على وشك التغيير، فعلى الرغم من عدم حدوث أي اتصال مباشر مع الإدارة الأمريكية الجديدة يقول دبلوماسيون إن الرئيس جو بايدن منفتح على العودة إلى المنظمة، لكن مشكلات في الكونغرس ربما تبطئ ذلك. وكجزء من تعهده بضمان إعادة عضوية أمريكا لليونسكو يتعرض الرئيس جو بايدن لضغوط من المجموعات الثقافية والعلمية لتسجيل العضوية مرة أخرى. فمن خلال الانضمام مرة أخرى كعضو مهم يدفع الرسوم ستعزز الولايات المتحدة قوتها الناعمة بشكل كبير وتكون في وضع يمكنها من التأثير على سياسة التعليم مع التركيز على محو الأمية الرقمية وتعزيز حرية التعبير في جميع أنحاء العالم.
إن المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً نجحت في ترتيب أمورها الداخلية ما قد يمهد الطريق لعودة واشنطن إلى عضويتها. فقد قال دبلوماسي أوروبي: “كان الانسحاب الأمريكي قاسياً لكنه أتاح لليونسكو العودة إلى الأسس، وهذا يعني محاولة الابتعاد عن السياسة، وعلى الرغم من أن معظم أنشطة اليونسكو غير مثيرة للجدل، فإنه عندما يتعلق الأمر على سبيل المثال بقرارات حول كيفية إدارة الأماكن الدينية في القدس فإن كل كلمة كانت تخضع للتدقيق بحثاً عن اتهامات بالتحيز”.
اليوم يتعين على المنظمة سد فجوة تمويلية كبيرة حيث انسحبت الولايات المتحدة وعليها متأخرات بلغت 542 مليون دولار، وهو ما اضطرها لوقف التعيين وخفض البرامج وسد الفجوات بمساهمات تطوعية. وتقول اليونسكو إن الميزانية من الدول الأعضاء تبلغ الآن 534.6 مليون دولار فضلاً عن 189 مليوناً من مساهمات إضافية تطوعية في الميزانية، وفي حال عودة الولايات الأمريكية للمنظمة مرة أخرى ستدفع المستحقات المتأخرة عليها في مرحلة ما.
هناء شروف