لا حل لأزمة النقل إلا بتخصيص وسائل جديدة..
طرطوس- لؤي تفاحة
لا نأتي بجديد عند الحديث عن أزمة النقل المتفاقمة ضمن مدينة طرطوس وريفها القريب والبعيد وبعضها المتعلق بوجع طلاب الجامعات الذي فرض واقعاً يشكل كابوساً ليس للطالب فقط وإنما لأهله وعدم قدرتهم على تحمل المزيد من الأعباء التي ترخي بظلال ثقيلة تقض مضجعهم مع كل إشراقة صباح ومغرب شمس ولا نأتي بجديد عندما نشاهد مئات المواطنين ولاسيما الموظفين وهم يتسلقون نوافذ السرافيس العاملة على خطوط الريف علّهم يحظون بمقعد على وقع “التدفيش” وتحديداً خلال ذروة خروج الموظفين ومغادرتهم مواقع عملهم اليومي وتقطع سبل وصولهم إلى منازلهم، حيث خوفهم المشروع من عدم وجود وسيلة نقل أخرى بعد الساعة الثالثة وعدم تقيد الكثير من السائقين بما يسمى اصطلاحاً سيارة المناوبة.!
ورحلة العذاب اليومية التي تبدأ من ساعات الصباح الباكر اختصرها ل “البعث” طالب في مدرسة التجارة في مدينة طرطوس، حيث قال الطالب علي: أسكن في قرية تابعة لريف ناحية القمصية وتبعد عن مركز المدينة حوالي \40\ كيلو متر وأضطر لكي أصل إلى مدرستي قبل بدء الدوام المحدد لقطع كل هذه المسافة من خلال ثلاث وسائل نقل يومياً، إضافة لأجور النقل المرتفعة وتحكم السائقين بركابهم بشكل فظ، حيث أحتاج لأكثر من ألف ليرة يومياً وهذا يشكل ضغطاً وإرهاقاً إضافياً لوالدي الموظف الذي يعاني هو الآخر من نفس المشكلة والتكاليف المرهقة, ولم يخف علي كلامه بالقول: كثيراً ما يتردد برغبته بتأمين عمل محدود وضمن ساعات قليلة بعد خروجه من المدرسة لكي يخفف أو يساعد والده بتحمل بعض المصاريف سيما وأن لديه أيضاً أخوة في مدارس قريبة من قريته ويحتاجون لمصاريف مماثلة.
بالمقابل يعاني مواطنو المدينة من أزمة نقل حقيقية ولا سيما في بعض الخطوط الداخلية ومنها خطوط وادي الشاطر ورأس الشغري وبعض كليات الجامعة وعدم وصول بعض هذه السرافيس إلى نهايات الخطوط المقررة والتي على أساسها يتقاضون أجورهم ومع ذلك يلقون بركابهم على قارعة الطرقات تحت حجج ومبررات غير مقنعة وباتت ممجوجة للمتابعين وكذلك لأصحاب القرار ومنها تدني الأجور وزيادة أجور الإصلاح وقطع الغيار والمازوت وغيرها, فيما يعرف القاصي والداني بقيام العديد من أصحاب هذه السرافيس ببيع مخصصاتهم من المازوت رغم اتخاذ لجنة نقل الركاب في المحافظة ببعض الإجراءات ومنها ختم دفتر السائق من قبل شرطة الكراج أو غير ذلك.
فيما يأمل المواطن بزيادة عدد باصات النقل الداخلي العاملة ضمن المدينة وزيادة ساعات عملها اليومي، ولاسيما بالنسبة لخطوط الكليات الجامعية, وذلك في ضوء القرار الأخير باستيراد \500\ باص نقل داخلي للمحافظات، بحيث يتم تخصيص طرطوس بعدد من هذه الباصات لمعالجة أزمة نقل يومية يدفع المواطن ثمنها من صحته ونفسيته وكذلك جيبه الفارغ أصلاً نظراً لحجم الأعباء الكبيرة.
من جانبه القاضي حسان ناعوس عضو المكتب التنفيذي المختص قال: رداً على أسئلة “البعث” بالنسبة لخطوط الكليات يتم العمل على تأمين الخطوط من خلال باصات النقل الداخلي، بالإضافة إلى تخديمها عن طريق عدد من السرافيس لكل كلية لنقل الطلاب من وإلى الكليات, وبخصوص زيادة عدد السرافيس العاملة ولاسيما بالنسبة للريف وزيادة عدد الباصات العاملة ضمن المدينة بيّن ناعوس أنه لا يمكن زيادة عدد الوسائل، إلا من خلال استقدام سيارات جديدة من خارج الخطوط أو تأمين باصات نقل داخلي تلبي حاجة المدينة والكليات, عندئذ يمكن نقل أو رفد الخطوط التي تعاني من نقص السيارات العاملة بسيارات جديدة لمعالجة أزمة النقل وتأمين وصول المواطنين ولاسيما الموظفين وطلاب الجامعة إلى قراهم البعيدة والقريبة.
م. نهلة حداد مدير النقل الداخلي بمجلس مدينة طرطوس أوضحت بالعموم أن عدد الباصات المتوفرة في المدينة 36 باص يعمل منها فقط 26 باص على خطوط المدينة المختلفة طوال ساعات الدوام الرسمي وحتى السابعة مساء للخطوط التي تخدم الكليات الجامعية.
بكل الأحوال – والكلام للمحرر- إن هناك نقصاً في عدد السائقين لا يغطي عدد الباصات المتوفر كما أن الباصات غير قادرة تقنياً لتغطية خطوط الأرياف الجبلية الصعبة وهذا يعني أن توريد وسائل نقل جديدة بات أكثر من ضرورة نظراً لكون العمر الافتراضي لمعظم سيارات النقل العمومية قد انتهى حيث تجاوز زمن استخدامها أكثر من ثلاثين سنة، كما أن إصلاحها يشكل استنزافاً مالياً مستمراً لأصحابها لارتفاع تكاليف وغلاء القطع التبديلية وغيرها…
وبالتالي فإن استيراد سيارات جديدة إلى جانب المزيد من باصات النقل الداخلي يشكل أولى مخارج الحلول التي على ما يبدو لا تشكل أولوية لأصحاب القرار…؟!