“البحوث الزراعية” يبدأ التحسين الوراثي لبذار الخضار.. وصك تشريعي لحماية الأصناف!!
طرطوس – رشا سليمان
بات إيجاد بدائل للبذار الأجنبي الهجين المستورد ضرورة ملحة، خاصة في ظل وجود خبرات علمية في مراكز البحوث العلمية الزراعية المنتشرة على مساحة القطر، وأصبح تأمين بذار محلي منافس للأجنبي حاجة للفلاحين في ظل غلاء الأسعار التي تخضع لقيم الصرف، وبالتالي تكاليف إضافية للفلاح.
ولمعرفة ما توصلت إليه البحوث في هذا المجال، توجهت “البعث” إلى مركز البحوث العلمية الزراعية للاطلاع على النتائج والهجائن التي توصلت إليها التجارب، حيث يشدد الدكتور شادي فسخة، رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية في طرطوس، على أن العمل في مراكز البحوث العلمية الزراعية يتم وفق استراتيجية واضحة للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية التي تنص على إنتاج بذار لأصناف وهجن الخضار المحمية والمكشوفة اعتماداً على خبرات كوادر بحثية وطنية، بدلاً من استيرادها بالقطع الأجنبي، وبالتالي تخفيض تكاليف الإنتاج، وتسريع وتيرة التنمية الزراعية؛ وبناءً عليه تم البدء ببرامج التحسين الوراثي لأهم أنواع الخضار (كالبندورة، الباذنجان، الفليفلة وغيرها) لعدة سنوات خلت، علماً أن الهيئة ومراكزها البحثية بذلت جهوداً كبيرة في تقييم مئات الأصناف المدخلة وتحديد الملائم منها لظروف الزراعة المحلية قبل أن يتاح لها التركيز على برامج التربية والتحسين الوراثي المعمول بها الآن.
ولفت فسخة لأهم الصعوبات ومعوقات عملية إنتاج بذار أصناف وهجن الخضار، حيث تحتاج برامج التحسين الوراثي لإنتاج هجن F1، وفق الطرق المعمول بها لفترات زمنية طويلة نسبياً، لاسيما تربية سلالات أبوية نقية – والتي تعتبر حكراً لمنتجيها – يليها اختبار وتقييم لتلك السلالات لاختيار أفضلها لإدراجه في برنامج التهجين ومن ثم تقييم تلك الهجن، والتوسع في تقييم الهجن المبشرة منها في مواسم ومواقع متعددة ويتطلب تنفيذ برامج التحسين الوراثي تكاليف مادية كبيرة وعمل دؤوب ومستمر لفترات زمنية مديدة، وضمن شروط عمل صعبة، وعدم وجود نص قانوني حالياً يحفظ حقوق الهيئة ومربي النبات لديها لإنتاج وتربية سلالات وهجن من أصناف الخضار المختلفة، ويسمح بسريان مرن لنواتج برامج التربية من الأصناف والهجن المستنبطة في عملية الإنتاج الزراعي، حيث تعمل الهيئة حالياً مع بعض الجهات ذات العلاقة داخل وخارج الوزارة لتطوير مسودة صك تشريعي لحماية الأصناف والهجن النباتية وحقوق المربي.
وبين فسخة أن المركز وباحثيه المختصين يساهمون في برامج التربية والتحسين الوراثي لبعض محاصيل الخضار التي لم ينته العمل بها، وقد ساهم المركز في العمل الذي أدى لاستنباط سلالة من البازلاء, ويعتبر التوصل إلى بذار محلي منافس من أنواع الخضار الهامة هدفاً كبيراً نسعى إليه في هيئة البحوث العلمية الزراعية، لكن المنافسين هم كبريات شركات إنتاج البذور العالمية ذات الخبرات العالية والبنية المادية الكبيرة والمختبرات العريقة، وعلى المقلب الآخر فإن برامجنا البحثية الوطنية، وبالإمكانيات الوطنية المتاحة تعمل لاستكمال متطلباتها عبر تذليل أهم الصعوبات الواردة أعلاها، وهناك نتائج مبشرة علها تثمر بالفعل إنتاج باكورة لبعض تلك الأصناف والهجن في المستقبل المتوسط.
وأوضح رئيس مركز البحوث أن الخطة البحثية تندرج في مجال إنتاج هجن وأصناف الخضار في المركز ضمن الخطة البحثية لإدارة بحوث البستنة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وبناءً على تلك الخطة يقوم المركز بتنفيذ العديد من تجارب برامج التحسين الوراثي لأنواع البندورة والباذنجان والفليفلة والتي تعتمد على الآليات المتسلسلة التي تم الإشارة إليها منها تجارب أدت للتوصل إلى عدد جيد من السلالات النقية يمكن أن تشكل قاعدة وراثية واسعة نسبياً وتجارب تقييم سلالات منتخبة وتم الحصول على نتائج مشجعة، بالإضافة إلى برامج تهجين للآباء المختارة من بعض الخضار، وتقييم الهجن الناتجة في تجارب خطوط مشاهدة وسجلت بعض الهجن إنتاجية واعدة في التجارب الأولية، فضلاً عن تمتعها بصفات ثمرية تسويقية جيدة تلائم ذوق المستهلك المحلي.
وبين فسخة أن مسؤولية مراكز البحوث تنحصر بإجراء البحوث والدراسات التي تساهم في معالجة المشاكل التي تعيق الإنتاج وضمان استدامته ولا تتضمن مهام الهيئة قضايا الاستيراد وغيرها التي هي من مهام جهات أخرى.