دراساتصحيفة البعث

معركة كوفيد والاستمرار بنظرية المؤامرة

تقرير إخباري

لا تزال المعركة العالمية ضد كوفيد 19 مستمرة، ونظرية التسرّب في المختبر حسب محللين سياسيين ليست إلا حيلة أمريكية ونظرية مؤامرة نظمتها وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية. اليوم بات من الواضح أن إدارة بايدن قرّرت الاستمرار بسياسات وموقف العداء تجاه الصين الذي كان من سمات إدارة سلفه ترامب.

لقد ظهرت سياسات العداء إزاء الصين في عام 2011 مع إدارة أوباما لما يسمّونه المحور نحو آسيا وإعادة تموضع سياسات الدفاع الأمريكية أو السياسات الإستراتيجية تجاه احتواء الصين، وكان هناك بعض الأمل بالابتعاد عن سياسات هذه المواجهة عندما جاءت إدارة بايدن، لكن من الواضح أن هذا ليس ما يحدث.

هناك حقيقة أساسية واحدة يجب على الناس الانتباه إليها، وهي أن الصين التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار شخص كان لديها أقل من 5000 حالة وفاة وتمّ السيطرة عليها واحتوتها في غضون 72 يوماً، في حين أن الولايات المتحدة التي يبلغ عدد سكانها أقل بكثير لديها ما يقرب من 600000 حالة وفاة واستمر الوباء لمدة عام ونصف تقريباً.

لقد كان الوضع فظيعاً للغاية في الولايات المتحدة عندما كانت الصين قادرة على التعامل معه بفعالية، وبدلاً من الحديث عنه عاد القادة الأمريكيون إلى مسألة أصول الفيروس، وتلك طريقة يمكن للنخب الأمريكية من خلالها صرف المسؤولية التي يتحملونها عن الأرقام الهائلة للوفيات وإبعادها عن أنفسهم إلى الصين.

ولكن حسب محللين سياسيين يعود فشل تعامل الولايات المتحدة مع الوباء إلى الأخطاء المنهجية، أي أن الديمقراطية في أمريكا شائبة ومزيفة والتناقض واضح بين التجربة التي مرت بها الصين وبين الخبرة المكتسبة في الولايات المتحدة، ويستند ذلك في الغرب وتحديداً في أوروبا إلى الاختلافات الجوهرية في النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لهذه المجتمعات، فالصين لديها نظام تعتبر فيه الصحة العامة أولوية وحقاً من حقوق الإنسان، بينما في الولايات المتحدة وفي الغرب بشكل عام تعتبر الصحة والطب والعلوم الطبية والتكنولوجيا الطبية والأدوية من السلع الأساسية، وهذه أشياء يجب شراؤها وبيعها في السوق والغرض من كل ذلك هو تحقيق أرباح للشركات.

إن نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة غير مصمّم لتلبية احتياجات الناس، بل لكسب المال للشركات والمستشفيات وشركات الأدوية وشركات التأمين، وكلها غير مهيأة لتعبئة نوع الاستجابة الاجتماعية التي كانت ضرورية لمحاولة احتواء الفيروس والسيطرة عليه بالطريقة نفسها التي فعلت بها الصين.

ولأن التناقض بين الأنظمة في الولايات المتحدة والصين كبير، لا يريد القادة الأمريكيون التحدث عن نجاحات الصين، بل يرغبون فقط بالتركيز على كيفية إلقاء اللوم على الصين في أي شيء.

إن الديمقراطية في الولايات المتحدة تُدار بالمال والشركات والأثرياء الذين يسيطرون على الانتخابات ولا يوجد فيها ديمقراطية نقية وحقيقية، وأنه آن الأوان أن تفهم ما يحدث في الصين والعالم الأوسع وتغيّر وجهة نظرها بأن يكون صعود الصين أمراً سيئاً بالنسبة لها، وأنه إذا أصبحت الصين أكثر ازدهاراً وتلعب دوراً أكبر في العالم ستصبح الولايات المتحدة أقل ازدهاراً وستفقد قيادتها، ولهذا السبب تنتهج سياسة العداء تجاه الصين وتحاول إيقاف التطورات التي تحدث فيها.

عائدة أسعد