تقرير يحذر من المجاعة في مدغشقر
حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن موجات الجفاف المتتالية الناجمة عن تغير المناخ تدفع المجتمعات في مدغشقر إلى حافة المجاعة، وأن آلاف الأسر في جنوب مدغشقر معرضة لخطر المجاعة الحادة، بسبب أسوأ موجة جفاف تضرب البلاد منذ عقود.
وبحسب التقرير، يهدد المستوى الحاد لانعدام الأمن الغذائي بأن هناك 400 ألف شخص سيواجهون المجاعة، حسبما أوضح رئيس برنامج الأغذية العالمي “ديفيد بيزلي”، وإذا لم نتصرف في أسرع وقت ممكن، فإن عدد الأشخاص الذين سيواجهون المجاعة سيصل إلى 500 ألف شخص في غضون بضعة أشهر قصيرة، مضيفاً: سيتأثر أكثر من 1.14 مليون شخص من سكان هذه الدولة.
وأضاف بيزلي في بيان صحفي لبرنامج الأغذية العالمي: إن العائلات في المنطقة “تتشبث بالحياة” وأنه التقى بنساء وأطفال خلال زيارته الأخيرة ممن “ساروا لساعات” للوصول إلى نقاط توزيع الغذاء، كما شدّد على أن الوضع “ليس بسبب الحرب أو الصراع، بل بسبب تغيّر المناخ”.
وأضاف أن مدغشقر لم تسهم بأي قدر تقريباً في تغير المناخ لكنها “تدفع أفدح الأثمان، إذ تعيش العائلات على ثمار الصبار الأحمر الخام، والأوراق البرية والجراد منذ شهور، حيث أجبر الناس على أكل “الجراد وأوراق الشجر”
وقالت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب إفريقيا “لولا كاسترو” في مؤتمر صحفي إنها شهدت “وضعاً مأساوياً للغاية ويائساً” خلال زيارتها الأخيرة مع مع بيزلي للجزيرة الواقعة في المحيط الهندي، والي يبلغ عدد سكانها 26 مليون نسمة.
وأضافت أن الوضع الغذائي في جنوب مدغشقر لا يشبه أي شيء شهدته خلال 28 عاماً من العمل في برنامج الأغذية العالمي في أربع قارات، باستثناء ما يعرف الآن بجنوب السودان في عام 1998، فالمئات من البالغين والأطفال “يعانون من الهزال”، وإن المئات من الأطفال الآخرين أصبحوا جلداً على عظم ويتلقون دعماً غذائياً.
وقال كاسترو: من المقرر أن توجه الأمم المتحدة وحكومة مدغشقر نداءً في الأيام المقبلة من أجل جمع 155 مليون دولار في غضون أيام قليلة لتوفير الغذاء ومنع حدوث مجاعة كبرى، وأضاف: أن الآلاف تركوا منازلهم في المناطق الريفية وانتقلوا إلى المزيد من البيئات الحضرية بحثاً عن الطعام.
و هنا، لابد من الإشارة إلى أن مدغشقر هي الدولة الوحيدة التي تواجه “كارثة إنسانية ممثلة في المجاعة” دون أن يكون هناك صراع، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.
وفي وقت سابق، أفيد بأن القارة الأفريقية مهددة بمجاعة جماعية، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالى 230 مليون شخص في أفريقيا جنوب الصحراء يعانون باستمرار من نقص الغذاء.
وتقع جمهورية مدغشقر قبالة ساحل شرق أفريقيا، وهي رابعة كبرى جزر العالم، ويسكنها نحو 26 مليون نسمة. عاصمتها هي أنتاناناريفو أو “تانا”.