صحيفة البعثمحليات

رئة جديدة للتنفس في قائمة حدائق طرطوس

طرطوس – لؤي تفاحة

حسناً فعل مجلس مدينة طرطوس “بوضع يده القصيرة نسبياً” ولظروف مختلفة على بعض أملاكه وما تضمه من فضلات عقارية تتوزع يميناً ويساراً، حيث قامت دائرة الحدائق بإعادة الحياة لفضلة بالقرب من جسر المطاحن وتجهيزها، مع وضع لافتة بالخط العريض تحت مسمى حديقة عامة كي لا يلتبس الأمر لأحد ويظنها تابعة لموقع مستثمر بجانبها، قبل أن تطالها محاولات بعض الطامعين لقضمها شيئاً فشيئاً، كما حدث في العديد من الفضلات والمواقع الخاصة بأملاك المدينة، فتحولت في “غمضة عين” إلى حديقة خلفية خاصة لهذا المستثمر أو ذاك، أو طالها الزحف الاسمنتي  وتحويلها لكراج جانبي، أو لموقع لمولدة كهربائية عملاقة لبعض الأبنية البرجية، ولدينا حالات كثيرة مماثلة، الأمر الذي حرم أبناء المدينة من  تأمين ملاذ آمن للتنفس الطبيعي والصحي!

وسط كل هذا الزحام والضجيج اللذين تعاني منهما المدينة ليلاً ونهاراً، يشهد مواطنوها زحفاً بشرياً غير اعتيادي، وتحولت العديد من حدائقها الغنّاء إلى واحات بشرية، لاسيما في موجة الحر اللاهب، وحاجتهم مع أطفالهم لتمضية ساعات النهار وليله الطويلة في ربوعها وبين ألعابها وأشجارها الوارفة.

ويشير المهندس حسان حسن مدير الشؤون الفنية لـ “البعث” إلى أن مساحة الحدائق ضمن المخطط التنظيمي المصدق للمدينة تبلغ حوالي 140 هكتاراً، إضافة إلى 27 هكتاراً أشرطة ومسطحات خضراء، وهذه المساحة تتجاوز بكثير المساحة المطلوبة وفق المعايير التخطيطية البالغة 70 هكتاراً، حيث إن كل 1000 نسمة يحتاجون إلى 2000 م2 حدائق. ولفت حسن إلى أنه بسبب الحرب الظالمة، وكون بعض الحدائق خاضعة وفق الباب الثاني من القانون رقم 23 لعام 2015، فقد تأخر تنفيذ بعض الحدائق الملحوظة ضمن المخطط التنظيمي، وحالياً يتم ضمن الإمكانيات المتاحة العمل على تنفيذ هذه الحدائق وفق الصفة التنظيمية لها، ورصد الاعتمادات المالية المطلوبة، كما سيتم تنفيذ الحديقة البيئية في شارع عمر المختار، وحديقة  أخرى شمال شارع اليرموك، وكذلك حديقة جديدة شرق مستودعات فرع الهلال الأحمر، إضافة لحديقة جديدة في منطقة الصالة الرياضية، هذه جميعها حدائق تتوسط مناطق سكنية وتشكّل حاجة أو رئة  للتنفس لساكني هذه الأبنية، وبيّن مدير الشؤون الفنية بأن هذه الأعمال  والمشاريع المتعلقة بتنفيذ الحدائق تشكّل جزءاً من خدمات مختلفة وعديدة مثل تنفيذ الطرق وإكسائها، وتأهيل المسطحات الخضراء، وغيرها، بما يعطي الانطباع الإيجابي لما تستحقه مدينتنا الخضراء.