ألمانيا تحذّر من اندلاع صراع مسلح مع روسيا.. وزاخاروفا: أعضاء الناتو لا ضمير لهم!!
حذّرت السفيرة الألمانية لدى كييف، أنكا فيلدغوسن، من اندلاع صدام مسلح مع روسيا، مشيرة إلى أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لن يحدث في المستقبل القريب.
وفي مقابلة مع صحيفة “زيركالو نيديلي” (مرآة الأسبوع)، وصفت فيلدغوسن الحديث حول احتمال هجوم روسي على أوكرانيا في حال لم يعد الغاز الروسي يمر عبر الأراضي الأوكرانية، بالمضاربة. وأضافت أن هذه المخاوف لم تبدها فقط أوكرانيا، ولكن أيضا بولندا ودول البلطيق التي تتحدث عن تهديد للأمن القومي بسبب “السيل الشمالي-2”.
وأشارت إلى أن حلف شمال الأطلسي له إشكالات مع إمكانية انضمام الدول التي تدور فيها حروب، مضيفة أن ذلك “من مزايا المادة الخامسة من معاهدة واشنطن. كما أن الجميع يخشى الدخول في حرب مباشرة مع روسيا”.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن التدريبات المشتركة بين أوكرانيا وحلف الناتو “استفزاز” يراد منه تكريس حالة عدم الاستقرار بطول حدود أوكرانيا مع روسيا.
وفي تصريحات صحفية قالت زاخاروفا: “نرى بوضوح أن لهذه التدريبات هدفين كبيرين. أولاهما هي دوامة حالة عدم الاستقرار بطول الحدود الروسية. إنه استفزاز بهدف دفعنا إلى رد والرد لا بد منه لأننا دولة سيادية ذات حدود سيادية.. وتقديم هذا الرد بإلحاح على أنه أعمال عدوانية ليس سوى ممارسة استفزازية”، وتابعت: “أما الهدف الثاني فهو نقل أنواع مختلفة من المعدات والأسلحة والعتاد إلى أوكرانيا وتركها هناك”.
وأشارت المتحدثة باسم الوزارة إلى أن هناك سبعة تدريبات تجريها دول الناتو “في أراضي هذه الدولة” خلال العام الجاري.
موسكو: أعضاء الناتو لا ضمير لهم
وتعليقاً على تلك التصريحات، أكدت زاخاروفا أن بلادها تعمل دائماً من أجل نشر السلام والمحبة في العالم بعكس التفكير الذي تحمله دول حلف الناتو القائم على الخوف والمواجهة. وقالت: “من المريح استخدام عبارة السفيرة الألمانية لإعطاء مثال على الاختلاف بين النظرة العالمية لروسيا وأيديولوجية دول الناتو حيث يخشى الجميع الدخول في حرب مباشرة مع روسيا… أي أنها مسألة خوف”.
وأضافت زاخاروفا: “أعضاء الناتو لا ضمير لهم.. ففي البداية استخدموا الحلف وقاموا بتخريب أوكرانيا التي خسرت سيادتها الكاملة ليتذكروا اليوم أن لديهم بعض القيود القانونية في الاستمرار بسياساتهم”. وأشارت إلى أنه “كان من الضروري أن يتذكروا الحق والأخلاق عندما وضعوا خدماتهم الخاصة في الوزارات والإدارات في أوكرانيا ودربوا المسلحين لزعزعة الاستقرار في المنطقة”.
ووصفت زاخاروفا تصرفات المدمرة البريطانية “Defender” في مياه البحر الأسود بأنها كانت استفزازاً متعمداً، وقالت: “هذا ليس مجرد تصرف مضر من قبل الناتو، هذا سلوك استفزازي… تصرفات البريطانيين ومدمرتهم في البحر الأسود لا تبقي أي فرص لهم للخروج من هذا الوضع بطريقة أو بأخرى”. وتابعت: “بعد هذا المثال يجب استخدام مصطلح الاستفزاز المتعمد بشكل أكثر لتقدير تصرفاتهم، هذا سيضع أشياء كثيرة في نصابها”. وتابعت: “كل قنواتنا الدبلوماسية وقنواتنا الخاصة تعمل، ولدينا أطر مختلفة مع دول مختلفة. وحادث المدمرة يثبت أن جميع قنوات الاتصال الخاصة القائمة بين الدول مغلقة من قبل الناتو”.
والأربعاء أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أطلقت طلقات تحذيرية على مسار المدمرة وهددت لاحقا بقصف السفن البحرية البريطانية في البحر الأسود إذا وقع المزيد من الأعمال “الاستفزازية” قبالة شبه جزيرة القرم التي عادت إلى حضن روسيا من أوكرانيا عام 2014.
وقالت روسيا إنها أسقطت قنابل في طريق المدمرة البريطانية أثناء مرورها بالقرب من شبه جزيرة القرم فيما اعتبرت موسكو هذا الحادث توغلا في المياه الروسية واستفزازا موجها ضدها.
والخميس استدعت الخارجية الروسية السفيرة البريطانية لدى موسكو، ديبورا برونيرت، وأعربت لها عن “احتجاج شديد على التصرفات الاستفزازية والخطيرة للسفينة التابعة للبحرية البريطانية في المياه الإقليمية الروسية”.
والسبت رست ” دينفيندر”، التي طردتها روسيا من مياهها الإقليمية في البحر الأسود قبالة شبه جزيرة القرم، في ميناء باتومي الجورجي. وقالت السفارة البريطانية في جورجياعند دخول السفينة إلى الميناء: “يسعدنا أن نستقبل في باتومي إحدى أقوى المدمرات للقوات البحرية البريطانية. المملكة المتحدة تواصل العمل مع الشركاء والحلفاء لضمان الأمن في منطقة البحر الأسود”.
بدوره، صرح قائد المدمرة، فينس أوين، بأن البحرية البريطانية ملتزمة “بتقديم التطمينات والأمن في المنطقة ودرجة عالية من الردع لأولئك الذين يسعون لتقويض الأمن العالمي”، حسب تعبيره.