تأهيل ساحة الفستق في مراحله الأخيرة.. والعمل جارٍ لترميم البهرمية والأحمدية والعطارين
حلب – معن الغادري
وصل مشروع إعادة تأهيل ساحة الفستق في المدينة القديمة إلى مراحله الأخيرة ومن المتوقع أن تنتهي كافة الأعمال في الثلث الأخير من هذا العام، حسب ما أفاد به المهندس أحمد الشهابي مدير مديرية حلب القديمة.
ويشكل موقع ساحة الفستق أهمية تاريخية وحيوية واقتصادية ومعبراً مهماً، وصولاً إلى قلعة حلب عبر ربطه لعدد من الأسواق بدءاً من باب أنطاكية وانتهاء بسوق الزرب .
وبين المهندس الشهابي أن نسب إنجاز المشروع بلغت حوالي %80 وشملت الأعمال تأهيل الواجهات الحجرية واستبدال الأحجار المدمرة جراء الأعمال الإرهابية، وترميم الأقواس الحجرية وتركيب الأبواب الخشبية والمعدنية وكذلك إعادة تأهيل واجهة قيسرية الجلبي المطلة على الساحة من خلال إعادة فرز الأحجار وترقيمها والاستفادة منها في البناء والترميم من جديد والتي كانت توظف قديما لخدمة العاملين في الخانات التجارية، بالإضافة إلى أنه يجري العمل حالياً على استبدال السقف البيتوني للسوق بسقف خشبي يتلائم وينسجم مع الهوية التاريخية والأثرية للمكان.
وأوضح المهندس الشهابي أن الأعمال مستمرة بما يخص تأهيل البنية التحتية للسوق وتمديد شبكات الكهرباء والاتصالات والصرف الصحي وغيرها من الأعمال الخدمية، متوقعاً أن تنتهي كافة الأعمال في غضون الشهرين القادمين.
يشار إلى أن إعادة تأهيل ساحة الفستق يندرج ضمن خطة إعادة تأهيل الأسواق القديمة التي تعرضت إلى أضرار جسيمة جراء قيام العصابات الإرهابية بأعمال التدمير الممنهج لهذه الأسواق وحرقها وسرقة محتوياتها بما في ذلك المواقع والأبنية الأثرية وتحديداً الجامع الأموي الكبير.
وتنفذ أعمال التأهيل والترميم بالتعاون والتشاركية مع مجلسي المحافظة والمدينة والمديرية العامة للآثار والمتاحف والأمانة السورية للتنمية ومؤسسة الآغا خان.
وقد تم مؤخراً إعادة تأهيل سوقي السقطية والحرير، ومن المقرر أن تتم المباشرة لاحقاً بتنفيذ مشروع الخط المستقيم، والذي يشمل إعادة تأهيل 10 أسواق متصلة مع بعضها باتجاه قلعة حلب، حيث تم الانتهاء من وضع الدراسات الفنية، ويجري العمل حالياً على تأمين الدعم المالي والإمكانيات المطلوبة لإطلاق هذا المشروع بالتزامن مع الانتهاء من أعمال تأهيل ساحة الفستق ووضعها في الخدمة، وحسب ما أشار إليه المهندس الشهابي سيتم تنفيذ مشروع الخط المستقيم عبر مرحلتين، والبداية ستكون بإعادة تأهيل وترميم سوقي الأحمدية والبهرمية ومن ثم تأهيل سوق العطارين، على أن يتم استكمال تأهيل باقي الأسواق تباعاً حسب توفر الدعم المالي المطلوب من الشركاء.
وتلقى هذه المشاريع اهتماماً ودعماً حكومياً متزايداً في إطار الجهود المشتركة لإعادة الحياة لهذه الأسواق وتفعيل الجانبين الاجتماعي والتجاري، وذلك من خلال توسيع دائرة العمل التشاركي وتأمين الدعم المطلوب لشبكة الآغا خان والأمانة السورية للتنمية لإنجاز المشاريع المقررة وفق المعايير والجودة العالمية وبما يحافظ على هوية المكان التاريخية والأثرية، ويبرز دور الأمانة السورية للتنمية كعامل مهم وأساسي في تقديم الدعم اللوجستي والفني والمعلومات المطلوبة، بالإضافة إلى التواصل والتنسيق مع المتضررين لاستلام محالهم التجارية المنجزة، بالإضافة إلى الورشات التدريبية التي تقيمها الأمانة السورية بهدف تأهيل وتدريب عمال محليين في مجمل اختصاصات ترميم وتأهيل المواقع القديمة وذلك بإشراف خبراء مختصين، حيث تم مؤخراً تأهيل ما يزيد عن 50 عاملاً، ما ساعد في رفد وتدعيم العمل بعمالة وكفاءات وطنية متخصصة.