أزمة النقل في ريف القرداحة.. تعددت الأسباب والمعاناة واحدة
اللاذقية – أريج معروف
لا تزال أزمة النقل في منطقة القرداحة بلا معالجة على الرغم من أنها قديمة جديدة، وإن اختلفت أسبابها باختلاف معطيات الواقع منذ سنوات، وهذه الأزمة أكثر ما تكون واضحة وقائمة عند التنقل من ريف القرداحة المترامي الأطراف إلى مركز المدينة، حيث يقضي المواطن يومياً ساعات وساعات منتظراً على المواقف وفي الكراجات على أمل الوصول إلى مقصده، هي أزمة باتت تخلق في نفوس الناس التعب من أن تستيقظ منذ مطلع الشمس، ليحالفك الحظ في التنقل وأن تصل إلى عملك متأخراً أو إلى جامعتك بعد انتهاء المحاضرة أو أن تعود لتنتظر في الكراج للوصول إلى منزلك منهك القوى!.
في ريف القرداحة تتوحّد معاناة السير باختلاف الأسباب، وفق ما أفاد به الأهالي والمعنيون، وتتلخّص في أنه لا يوجد عدد كافٍ من السرافيس، حيث إن أصحابها يبيعونها ويقولون إن تعرفة الركوب غير كافية.
يقول مدير ناحية حرف المسيترة النقيب رائد سليمان: لدينا محوران في ناحية حرف المسيترة مخدمة بـ12 سرفيساً هي: محور عين الحيات- جبلة مخدم بـ4 سرافيس أحدها مفرز لتخديم الخط من عين الحياة إلى الحرف، ومحور حرف المسيترة- جبلة يمر بـ شنبوطين والمزارع المحيطة بها مخدم بـ9 سرافيس، وكل القرى مخدمة بخطوط في الناحية ويوجد قرى منها يخدمها خط البودي، والمشكلة سببها ازدياد عدد السكان ونقص عدد السرافيس بسبب ارتفاع الأسعار، حيث انخفض عدد السرافيس منذ سنتين إلى 12 سرفيساً، وأضاف: لقد عملنا بطاقة عمل لكل سرفيس، حيث يسجل في الناحية كل رحلة، ونحن على أمل أن يتمّ نقل عدد من السرافيس العاملة على خطوط المدينة لتخديم خطوط القرى.
وقد تعاني بعض القرى من عدم وجود خطوط تخدمها، ولا يمكن الفرض على مالك السرفيس أن يسجل خطه على القرى مثل قرى ناحية جوبة برغال التي يقول رئيس بلديتها علاء محمد: يوجد 10 قرى و3 مزارع، مخدمة بخط اللاذقية- الجوبة عليه أربعة سرافيس أحدها يخدّم قرية فرزلا وديرونة- فرزلا، والسرافيس لا تسجل خطها على الريف، أيضاً عندما يذهب السرفيس حتى يعود يصبح الخط ممتلئاً بالركاب بسبب بعد المسافة، يوجد صعوبة في تخديم هذه القرى بنقل داخلي لأنها متناثرة وطبيعة المنطقة جبلية.
أما في ناحية الفاخورة فالأمر مختلف، حيث تعاني بعض محاورها نقصاً في عدد المركبات، ومحاور لديها عدد كافٍ لتخديم المحور ولكن الراكب مرهون بمزاج السائق.
رئيسُ بلدية الفاخورة إبراهيم حسن تحدث عن المشكلة: يتبع للبلدة سبع قرى مخدمة بمحوراللاذقية- اسطامو الفاخورة، ويوجد معاناة كبيرة من قبل الناس وذلك بسبب تسرب السرافيس لأسباب عديدة، حيث يعمل على الخط باص نقل برحلتين أساسيتين ورحلات إضافية عند حدوث اختناقات.
ومن أهم الأمور التي تضاف إلى نقص السرافيس وعزوفها عن العمل هو العقود الخاصة، فمن قرية بسيقة الشرقية غيدق صالح يقول: نعاني في فترات الذروة والساعات الصباحية أثناء توجّه الطلاب والموظفين إلى عملهم، حيث تكون أغلب السرافيس متوجهة للعمل بعقود لإيصال موظفيهم، فهم يستخدمون مازوت النقل في خدمة عقودهم، وهذا ما يجعل المواطنين منتظرين لساعات على المواقف، كما يوجد لدينا سرافيس لا تصل إلى نهاية الخط منها بحوارة والجديدة، وأيضاً لا يوجد التزام، فهناك من يعمل رحلتين في اليوم وهناك من يعمل ثلاث أو أربع رحلات في اليوم.
ومن قرية زنيو يقول عارف سلوم: نعاني مشكلة كبيرة في السير، لا يوجد خط يصل للقرية، حيث نتنقل بالتكاسي التي تأخذ ما يقارب 2000 ليرة إلى القرداحة لكل راكب ثم من القرداحة إلى اللاذقية، نتمنى وجود سرفيس ليعمل على خط زنيو.
ومن خريبات القلعة تقول أم محمد: عندما يصبح لدينا أي طارئ نذهب إلى موقع ضهر دباش مشياً أو نأخذ سيارة خاصة ثم نستقل سرفيس ضهر دباش- القرداحة.