رسائل العدوان الأمريكي
تقرير إخباري
بعد أن هدأت موجات الاعتداءات الجوية الأمريكية – الصهيونية على الأراضي السورية لفترة بسيطة، تعرضت المناطق الحدودية السورية العراقية مجدداً لعدوان جوي بطائرات حربية أمريكية تسبب باستشهاد طفل وإصابة 3 مدنيين في ريف البوكمال، واستشهاد أربعة مقاتلين من الحشد الشعبي، وإصابة ثلاثة آخرين، في منطقة القائم داخل الأراضي العراقية.
هذه الاعتداءات تشي بأن السياسة الأمريكية تجاه المنطقة لن تتغير، وأن الرسالة هي الدعم المطلق للإرهابيين والجماعات الانفصالية التي تعمل تحت إمرة القيادة الأمريكية المتمركزة في منطقة القائم بشكل غير شرعي، ولكن لماذا هذه الرسالة في هذا التوقيت؟
في الجانب الأخر، يراد لهذا القصف أن يكون بمثابة تحذير شديد اللهجة للمقاومة العراقية التي بدأت ترسم ملامح المنطقة لجهة العمل الدؤوب لطرد “داعش” والاحتلال الأمريكي على حد سواء من الأراضي العراقية، وهو ما تم لحظه من “تنسيقية المقاومة العراقية” التي أعلنت في بيان لها عن عدم السكوت عن استمرار وجود قوات الاحتلال الأميركي المخالفة للدستور ولإرادة الشعب العراقي.
أما البعد الثالث من هذا الاعتداء فهو رسالة تطمين للكيان الصهيوني المشغول بحكومته المركبة من اليسار واليمين والوسط بأن العلاقة الأمريكية- الصهيونية ليست في أسوأ حالاتها كما تم الترويج له بعد مظاهرات واشنطن ونيويورك الداعمة للكيان، وأن هذه العلاقة عضوية ومتجذرة، وهي تمر الآن بإعادة ترتيب أوراق بعد الإطاحة بـ نتنياهو، وهو ما ألمح إليه أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي بالقول: “الرئيس الأمريكي ملتزم بمكافحة معاداة السامية، وسط ارتفاع مقلق في الحوادث بهذا الشأن”.
بكل الأحوال فإن إثارة التوتر في المنطقة ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذا الطريق الخاطئ سيعزز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الأمريكي. وبدلاً من هذه الغطرسة من الأجدى بالولايات المتحدة أن تدرك أن تواجدها في المنطقة غير مرحب به كونه تواجدا غير شرعي، وأن الجماعات الانفصالية والإرهابية التي تدعمها مصيرها الزوال. لذلك من الضروري أن تغير الإدارة الأمريكية مسارها بدلاً من خلق أزمة، وأن تترك لشعوب المنطقة تقرير مصيرهم دون تدخلاتها.