أكثر من 1500 فلسطيني في حي البستان ببلدة سلوان مهدّدون بالتهجير
في إطار سياساتها الرامية إلى تكثيف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تواصل سلطات الاحتلال ممارساتها الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة والضفة الغربية، من اقتحامات واعتقالات وهدم منازل، مستغلة صمت ما يسمّى المجتمع الدولي عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
فقد جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
وفي القدس المحتلة أيضاً، اعتقلت قوات الاحتلال اليوم أربعة فلسطينيين بعد أن اقتحمت بلدة بيت حنينا في المدينة، فيما يواجه أكثر من 1500 فلسطيني في حي البستان ببلدة سلوان خطر التهجير القسري بسبب تهديد الاحتلال بهدم الحي الذي يضم ما يزيد على 100 منزل لإقامة بؤرة استيطانية على أرضه، في جريمة تطهير عرقي جديدة، يتابع المجتمع الدولي فصولها دون أن يتخذ أي خطوة لوقفها ولتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان.
وفي عام 2004 سلّمت سلطات الاحتلال أهالي الحي، الذي يمتد على مساحة 70 دونماً ويبعد 300 متر عن السور الجنوبي للمسجد الأقصى، أول إخطار بهدم الحي بأكمله وقامت خلال العام نفسه بهدم عدد من البيوت.
وفي عام 2009 هدمت 31 منزلاً فيه دفعة واحدة إلا أن تصدّي الفلسطينيين ببسالة لقوات الاحتلال أرغمها على وقف عمليات الهدم، لتعود وتسلّم أهله مطلع الشهر الجاري إخطارات بهدم الحي بأكمله على مرحلتين الأولى تضم 13 منزلاً وضع أهلها بين نار أن يهدموا بيوتهم بأيديهم خلال فترة أقصاها يوم السابع والعشرين من حزيران، والتي انتهت فجر اليوم، وبين أن يهدمها الاحتلال بعد ذلك في أي لحظة مع إرغامهم على دفع تكاليف الهدم الباهظة، بينما تشمل المرحلة الثانية هدم الاحتلال باقي البيوت خلال شهر آب المقبل.
المتحدث باسم أهالي سلوان في القدس المحتلة فخري أبو ذياب أكد أن أهالي حي البستان، الذي يمثل خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، صامدون وثابتون في منازلهم على أرضهم التي ورثوها عن أجدادهم ولن يهدموها ولن يسمحوا للاحتلال بهدمها، مشيراً إلى أن موقفهم هذا هو ردّهم على تهديدات الاحتلال وطريقهم الوحيد لإحباط مخططاته الاستيطانية.
عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان خالد أبو تايه أوضح من جانبه أن ما يحدث في حي البستان يأتي في إطار خطة ممنهجة لتكثيف الاستيطان ومحاصرة الأقصى والبلدة القديمة في القدس من كل الاتجاهات، مشدّداً على أن هذه المخططات الاستعمارية التهويدية ستفشل أمام صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني.
من جهته بيّن مدير عام دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي أن الاحتلال استولى على معظم المناطق التاريخية والأثرية في سلوان وأقام في البلدة 78 بؤرة استيطانية تستخدم من المستوطنين لاقتحام الأقصى وتنفيذ هجمات على منازل الفلسطينيين في البلدة القديمة. وطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف مخططات الاحتلال الرامية لإفراغ القدس المحتلة من الوجود الفلسطيني، لافتاً إلى أن الاحتلال يهدّد بهدم 33 ألف منزل يقطنها 100 ألف فلسطيني في المدينة.
بدوره أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن الاحتلال يستغل صمت المجتمع الدولي لتمرير مخططاته الاستعمارية في القدس من هدم للمنازل واستيطان وتدنيس للمقدسات، محذراً من أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من جرائم التهجير والتطهير العرقي في ظل تقاعس الأمم المتحدة عن تحمل مسؤولياتها تجاه انتهاكات الاحتلال الجسيمة لحقوق الشعب الفلسطيني وعجزها عن تطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وطالب مجلس الأمن الدولي بتطبيق القرار 2334 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان ويطالب بوقفه، داعياً الجنائية الدولية إلى الإسراع في فتح تحقيق فوري في جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني لمحاسبة المسؤولين عنها.
من جانبه أدان المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صمت المجتمع الدولي عن جرائم التهجير والتطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال في القدس، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بنكبة جديدة وسيواصل الصمود والثبات والدفاع عن أرضه ومقدساته لإفشال مخططات الاحتلال الاستعمارية.