لافروف: دول الغرب تسعى لفرض حكم استبدادي شمولي على العالم
اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تصريحات الدول الغربية حول استعدادها لتطبيع العلاقات مع روسيا “في حال تغيير سلوكها” أنها “فقدت معناها”.
وقال لافروف، في مقال نشر مساء الأحد في صحيفتي “كوميرسانت” و”روسيا في السياسة العالمية”: “بالنسبة إلى روسيا يجب الفهم منذ زمن طويل أنه تم نهائياً وضع حد للآمل في اللعب معنا في مرمى واحد. كل نوبات العواصم الغربية حول الاستعداد لتطبيع العلاقات مع موسكو في حال توبتها وتغييرها سلوكها فقدت أي معنى، ومواصلة الكثيرين طرح مطالب أحادية الجانب عن طريق القصور الذاتي لا يدل على قدرتهم على تقدير ما يحدث بشكل مناسب”.
وأشار لافروف إلى أن روسيا تتبع منذ زمن طويل “نهجاً للتقدّم الذاتي والمستقل وحماية المصالح الوطنية مع الاستعداد للتوصل إلى اتفاقات مع الشركاء الخارجيين على أساس المساواة”، وأوضح أن هذا النهج يمثل قاعدة لكل الوثائق العقائدية لروسيا في مجالي السياسة الخارجية والأمن الوطني والدفاع، وأضاف: “بغض النظر عن أي طموحات أو تهديدات تبقى بلادنا ملتزمة بسياستها الخارجية القائمة على السيادة والاستقلالية والاستعداد في الوقت نفسه لتقديم أجندة موحّدة في الشؤون الدولية مع مراعاة التنوع الثقافي والحضاري في عالم اليوم.. المواجهة ليست خيارنا وسنبقى منفتحين على حوار نزيه مع الأطراف التي تحمل الالتزام نفسه ونحرص على تعزيز أسس القانون الدولي”، وأشار إلى أن روسيا أوضحت تماماً أنها ستنظر إلى سياسات الولايات المتحدة وأوروبا تجاهها كحقيقة جديدة واقعة وستمضي قدماً في القضايا التي تهمها، مثل الاقتصاد، دون الاعتماد على شركاء لا يعول عليهم، مضيفاً: إن روسيا ومنذ تسعينيات القرن الماضي لم تقدّم تنازلات من طرف واحد لأي أحد ولن تقوم بذلك أبداً.
استبدال القانون الدولي بقوانينها الخاصة
وشدّد لافروف على أن المحاولات الحثيثة لدول الغرب لاستبدال أدوات ووسائل القانون الدولي السارية حالياً بقوانينها الخاصة القائمة على العقوبات والتدخلات تظهر تعطشها الكبير لفرض القانون الذي يناسبها على المسرح الدولي، وأوضح أن “دول الغرب تسعى لفرض حكم استبدادي في الشؤون الدولية من خلال استخدام العقوبات والإجراءات القسرية غير الشرعية وغيرها من وسائل الضغط على البلدان ذات السيادة، كما تعمل على فرض نموذج (الديمقراطية) الذي يلائم أمزجتها، وتتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتتناسى في الوقت نفسه أهمية تطبيق الديمقراطية في التعاملات الدولية”.
الغرب يستخدم أساليب قذرة للضغط على منافسيه
ولفت لافروف إلى أن هذه الدول تكره حقيقة وقوف روسيا إلى جانب البلدان التي تواجه مؤامرات ومقامرات الغرب، وتواجه في الوقت نفسه هجمات الإرهابيين الدوليين، كما هي الحال في سورية، فيعمدون إلى الزعم بأن موسكو تتبع سياسة عدائية ويحاولون مهاجمتها وإطلاق المزاعم الكاذبة حولها، وأضاف: “إن ميثاق الأمم المتحدة قائم على قوانين دولية تمّ وضعها والمصادقة عليها من كل دول العالم، وليس من قبل مجموعة مغلقة من البلدان، فيما القوانين التي تسعى قوى الغرب لفرضها تفتقد لأي محتوى، وفي حال تصرّف أي شخص بما يناقضها ويناقض إرادة الغرب يجري اتهامه مباشرة بخرق القوانين دون عناء تقديم أي أدلة على اتهاماتهم هذه ليتم لاحقاً العمل على محاسبته”، وأوضح أنهم يتعمّدون إعطاء أقل حد من التفاصيل عند توجيه الاتهامات كي تكون يدهم أكثر حرية في تطبيق ممارساتهم التعسفية واستخدام الأساليب القذرة للضغط على منافسيهم.
وفي سياق متصل أكد لافروف ضرورة القضاء على هيمنة دول الغرب على هيئات الأمم المتحدة وتعزيز حضور دول من مناطق أو أقاليم أخرى فيها، وأضاف: “إن الجهود الرامية لجلب المزيد من الديمقراطية إلى العلاقات الدولية وتعدّد الأقطاب في النظام العالمي تتطلّب إصلاح مجلس الأمن الدولي من خلال تعزيزه بدول من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وإنهاء الوجود المكثف للغرب في هذه الهيئة”.
وحول اقتراح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عقد قمة تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة الاتحاد الأوروبي، قال لافروف: “الفكرة دفنت من قبل الأقلية العدوانية في الاتحاد الأوروبي المناهضة لروسيا، التي باتت تحدّد وتسيطر بشكل كبير على سياسات الاتحاد”.