“درب السما”.. فيلم بنكهة الوجع السوري
دير الزور- خالد جمعة
أمام قسوة المشاهد المتتالية التي تبحث عن الاستقرار، يستمر الأستاذ زياد في رحلته حتى يجد الأمان، حكاية الشاب الريفي المهمّش ترويها لقطات “درب السما” وهذا الشاب يعيش ضمن محيطه بعد زواجه عندما يصاب بقذيفة هاون، ويفقد بصره على أثرها لعدم قدرته على تلقي العلاج اللازم بسبب الحصار الذي تشهده المنطقة، ليجد الملاذ الآمن الوحيد في زوجته، ولاحقاً يتخذ هذا الشاب قرار الهجرة بطريقة غير شرعية مع زوجته لتلقي العلاج، ونحو درب نزوح جديد يقف الفيلم على مفترق طرق يؤدي إلى زمنين ومكانين مختلفين، لعبة المراوحة بينهما تُنجز بضبط إخراجي وتداخل متقن، لعلها أسهمت بشكل كبير في إبعاد المشاهد عن توقّع المصائر الصادمة للشخصيات أو على الأقل جعلته يتوه عما ينتظره من خواتيم موغلة في الوجع، فحصدت النهايات الدهشة المفترضة، وأصابت هدفها، عندما تركت المتابع في ذهولٍ تامٍ أمام قسوة المشهد الذي روى الوجع السوري خلال فترة طويلة من السنوات، عانى ما عاناه شعبها من حزن ووجع.
وتحدث مدير ثقافة دير الزور أحمد العلي عن الفيلم بالقول: من الأهمية بمكان أن نتوقف عند أفلام كهذه تحكي وتروي وتبيّن حقيقة الحرب على سورية، وفيلم “درب السما” يروي أحداث الحرب والتهجير القسري والهجرة وصراع الإخوة، ويبيّن في الوقت نفسه صراع الخير والشر، كما يقوم بإبراز كمية القهر والعذاب التي يتعرض لها المواطن السوري جراء الحرب القذرة التي شُنّت على بلدنا سورية. وأضاف العلي: دير الزور متعطّشة للسينما، وأفلام كهذه تنمّي الذائقة الفنية البصرية عند الجمهور، وهو ما نسعى إليه في عملنا الموكلين به.
بدوره قال أحمد اليساوي مدير المركز الثقافي: السينما تقوم بدور مهمّ في إيصال الفكرة مباشرة للمتلقي، فهي تمتلك البعد الثقافي الجمعي الذي يرفع السوية الثقافية بشكل عام، وفكرة فيلم “درب السما” فكرة تحطّ رحالها في فترة زمانية ومكانية مرّت بها سورية لكنها اجتازتها بقوة. وأضاف: شهدت عروض الأفلام إقبالاً واسعاً، وتمنّى الجميع أن تستمر العروض وبشكل دوري لعطشهم لدور السينما التي افتقدتها دير الزور خلال فترة الحرب.
الفيلم تمَّ عرضه في صالة المركز الثقافي العربي بدير الزور على مدى يومين وبواقع حفلتين صباحية ومسائية.