فلسطين: عدم إدراج الاحتلال في “القائمة السوداء” فشل أخلاقي وقانوني
استنكر مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بانتهاكاتها وجرائمها الهادفة إلى إلحاق الأذى بجيل فلسطيني تلو الآخر لإخضاع الشعب الفلسطيني وتهجيره وسرقة أرضه.
وعبر منصور في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الأمن عبر تقنية الفيديو بمناسبة صدور تقرير الأمين العام “حول الأطفال في زمن النزاعات المسلحة” عن رفض دولة فلسطين لعدم إدراج كيان الاحتلال على “القائمة السوداء” التي تضم منتهكي حقوق الأطفال في زمن النزاعات المسلحة معتبراً بأنه “فشل أخلاقي وقانوني” للأمم المتحدة. وأضاف: “إن عدم إدراج كيان الاحتلال في قائمة منتهكي حقوق الطفل حتى يومنا هذا هو فشل أخلاقي وقانوني”، معتبراً أنه بعد مرور 25 عاماً على بدء هذا البند من جدول الأعمال لا يمكن للأطفال الفلسطينيين الاستمرار في المعاناة من قمع الاحتلال والفشل الدولي في توفير الحماية التي يحق لهم الحصول عليها وفق القوانين الدولية.
وأكد منصور أنه لا يوجد أي مبرر لفشل الأمم المتحدة المزمن في إدراج كيان الاحتلال في “القائمة السوداء” مما يشجعها على مواصلة جرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم التي كفلتها القوانين الدولية، مشدداً على أن المساءلة هي السبيل الوحيد لمنع تكرار جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق الشعب وأطفالنا وتجاهلها لسيادة القانون الدولي بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكها لاتفاقية حقوق الطفل بـ “ازدراء مطلق”.
من جانبه، قال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي: “من المقلق جداً أنه وفقا للتقرير السنوي للأمين العام حول الأطفال والاشتباكات المسلحة في العام 2020 استمر العنف وانتهاك حقوق الأطفال في الاشتباكات المسلحة وللأسف أن الكثير من هذه الحالات وقع في جوارنا، من أفغانستان حتى اليمن وفلسطين”. وتابع أن “منظمة الأمم المتحدة أكدت استشهاد وإصابة 194 طفلاً في اليمن عام 2020 من قبل قوات ما يسمى بـ”التحالف الداعم للشرعية في اليمن”، والذي جاء في التقرير السنوي للأمين العام أيضاً. في 22 حزيران 2021 شهد اليمن تظاهرة للأطفال في أنحاء البلاد والذي ذكر خلاله أنه على مدى أكثر من 6 أعوام منذ بدء هجمات التحالف استشهد أكثر من 3500 طفل يمني وأصيب أكثر من 4 آلاف آخرين وتيتم الآلاف وتشرد الملايين من ديارهم كما أعربوا عن استيائهم الشديد تجاه منظمة الأمم المتحدة لعدم تبيانها في تقاريرها بصورة صحيحة الانتهاك الشديد لحقوق الأطفال اليمنيين”.
وأردف أنه “رغم ذلك فإن الانتهاكات الأكثر منهجية وتعسفاً لحقوق الأطفال في الشرق الأوسط تجري من قبل الكيان الإسرائيلي. وفق التقرير السنوي للمدير العام جرت في العام 2020، 1031 حالة عنف ضد 340 طفلاً فلسطينياً من ضمنها استشهاد 11 وإصابة 324 بالإعاقة واعتقال 361 آخرين إضافة إلى 30 اعتداء على المدارس والمستشفيات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي”، وأضاف: “خلال حرب الأيام الـ11 الوحشية والشاملة على قطاع غزة في أيار 2021، قتلت قوات الاحتلال 253 فلسطينياً من ضمنهم 66 طفلاً وفي حالة واحدة منها دفن 13 فرداً من أسرة كبيرة واحدة تحت الأنقاض غالبيتهم كانوا أطفالاً، وحتى كان هنالك طفل رضيع بينهم، كما أن قوات الاحتلال دمّرت 30 مركزاً صحياً ونحو 50 مدرسة”.
وأكد أن “هذه الممارسات الوحشية هي مثال لإبادة النسل وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتي تنتهك المبادئ الدولية الأساسية وتتبعها مسؤولية دولية على الكيان الإسرائيلي تجاه هذه الجرائم لذا يجب محاكمة مسؤولي هذا الكيان لارتكابهم مثل هذه الجرائم الشنيعة”.