الديمقراطية اليوم وأحوالها!
كلنا يعلم أن كل شعوب العالم وكل الحكومات على وجه الأرض، ومعها ومثلها وقبلها كل الإدارات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، يرون ويتابعون ما تفعله إسرائيل، وباستمرار، من قتل وتدمير وتهجير واحتلال واستيطان في الأراضي الفلسطينية، ولا يفعلون شيئاً، ويرون ويتابعون ما يحدث للشعب الفلسطيني كل يوم، وباستمرار، ولا أحد من كل هؤلاء يفعل شيئاً سوى الكلام، ندين ونعترض ولا يجوز، وهذا غير قانوني، فماذا يعني ذلك؟! ألا يعني ذلك تقديم المساعدة المعنوية والإعلامية والعالمية للقاتل؟! ثم ألا يعني ذلك إعطاء القاتل كل الحرية لكي يفعل ما يريد بالضحايا وفي كل وقت؟! وأن يستمر لكي يحتل كل الأراضي الفلسطينية، ومن بعدها غيرها من أراضي المطبّعين وغيرهم، وحتى ينتشر في العالم أكثر وأكثر، ويقوى في العالم أكثر وأكثر؟! فأين القانون الدولي إذاً؟! بل أين كل القوانين الدولية أيضاً؟! وأين إرادة الشعوب الكبرى والشعوب الوسطى والصغرى؟! وهل كلها تقبل بذلك؟!.
وحتى ما تسمى، عادة، العقوبات الدولية، انظروا إليها كيف تصدر، وكيف تحدث، وماذا تفعل، إنها تصدر بحق قتلة الشعوب والمجرمين، ولكن كيف يجري تنفيذها؟!.. إن الشعوب وحدها هي التي تدفع الثمن، ويبقى القتلة والمجرمون في قصورهم المحروسة وبكل طمأنينة، ويتابعون ارتكاب جرائمهم متى يشاؤون، والشعوب وحدها هي التي تدفع الثمن، وذلك بالتجويع والإفلاس والسجن والتهجير والهرب بكل الوسائل وأصعبها وأكثرها خطراً على حياة الإنسان، والأمم المتحدة وكل من فيها يعرفون ذلك، بل ويتابعون كل ذلك، فماذا نسمي هذه الحالة العالمية اليوم؟!.
من المؤكد أنه لا توجد لها سوى تسمية واحدة وهي (حماية القاتل)، وذلك بالتشريع له أن يتابع ارتكاب جرائمه، وهذه الدولة العظمى (أمريكا) التي تسرق القمح السوري، وتدفع للإرهاب لكي ينتشر في العالم، هي التي تحمي هذا القاتل المجرم اليوم، وهي التي تدافع عنه وتدعمه إعلامياً وعسكرياً، فهل يقبل الشعب الأمريكي بذلك؟! وهذا هو السؤال الذي بحجم الجبل اليوم: هل الشعب الأمريكي شعب حر؟! وهل هذه الديمقراطية عنده صحيحة؟! وهل ما تفعله حكومته الأمريكية يقبل به ويرضاه؟! وهل يقبل بأن يكون كل ذلك لمصلحة المحتلين والمستوطنين وأعداء الشعوب؟! وإلى متى سيظل الشعب الأمريكي يقبل بذلك، أو يسكت عن ذلك، أو أنه بالفعل لا يقبل ولكنه (…)، وآخر كلمة أتركها للقارئ العزيز، لأن (القراء والمشاهدين والمستمعين يمثّلون كل شعوب الأرض). وهكذا تكون النصيحة اليوم أن هذه هي الديمقراطية الوحيدة والصحيحة على وجه الأرض!.
أكرم شريم