المستوطنون يصعّدون اعتداءاتهم على الأقصى وحيّي الشيخ جراح وسلوان
اقتحم 90 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، فيما هاجم مستوطنون منازل المواطنين في حي الشيخ جراح وسط حماية من شرطة الاحتلال.
وتجمّع عشرات المستوطنين في الحي وتجوّلوا فيه وبدؤوا بإلقاء الحجارة باتجاه المنازل بينما عمدت قوات الاحتلال إلى تفريق المواطنين المتجمعين في الحي بواسطة القنابل الصوتية.
وفي شرق قلقيلية اقتحمت قوات الاحتلال قرية كفر قدوم لاعتقال عدد من الشبان.
أما في بلدة سلوان، فجرح ثلاثة عشر فلسطينياً عندما قمعت قوات الاحتلال وقفة نظمت أمام منزل المقدسي نضال الرجبي صاحب منشأة تجارية هدمها الاحتلال.
واقتحم جنود الاحتلال حي البستان في البلدة، كما دفعوا بقوة من المستعربين اعتقلت عدداً من الشبان وأطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز باتجاه المواطنين واعتقلوا عدداً منهم، بينما أغلق عدد من الشبان الطرق المؤدية إلى الحي وأطلقوا ليلاً المفرقعات باتجاه تجمع استيطاني في البلدة.
وأصيب عدد من الفلسطينيين صباح اليوم برصاص قوات الاحتلال في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، أثناء اقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين وقرية عنزة جنوب المدينة ومخيم الدهيشة في بيت لحم، وسط إطلاق وابل من الرصاص وقنابل الغاز السام على الفلسطينيين، ما أدّى إلى إصابة أربعة منهم بالرصاص بينهم سيدة وآخرون بحالات اختناق.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 17 فلسطينياً في مناطق متفرقة بالضفة الغربية. وذكرت مصادر إعلامية أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الدهيشة وقريتي حوسان وارطاس في بيت لحم ومخيم جنين وقرية عنزة جنوب جنين وحي المعاجين وقريتي روجيب وبيت دجن في نابلس ومخيم الجلزون وقريتي كفر نعمة وبلعين في رام الله والمنطقة الجنوبية في الخليل ودهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 17 منهم.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال بعدد من الجرافات المنطقة الشمالية الغربية من بلدة بروقين غرب سلفيت وهدمت منزلاً.
واعتدى مستوطنون إسرائيليون على أراضي الفلسطينيين في جالود جنوب نابلس بالضفة الغربية واقتلعوا عشرات أشجار الزيتون. وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس بأن مستوطنين اقتحموا أراضي الفلسطينيين الزراعية جنوب شرق جالود بحماية قوات الاحتلال واقتلعوا أكثر من ثلاثين شجرة زيتون.
رئيس بلدية ترمسعيا قرب مدينة رام الله أشار إلى أن المستوطنين قاموا أيضاً بحرق غرفة من الصفيح ووحْدات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية تعود ملكيتها لمصنع إسفلت في المنطقة.
وأصيب فلسطيني بعيار ناري وسيدة بقنبلة صوتية واعتقل فلسطيني خلال تصدّيهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وأكدت مصادر محلية أن وحدة خاصة من قوات الاحتلال اختطفت الشاب أشرف القيسي عقب اقتحام منزله في المخيم.
وأعقب ذلك اقتحام واسع من جنود الاحتلال الذين اشتبكوا مع الشبّان الذين هاجموهم بالأسلحة وسط اشتباكات مسلحة عنيفة.
في غضون ذلك، تواصلت فعاليات الإرباك الليلي على جبل صبيح شمال الضفة الغربية المحتلة، كما واصل أهالي بيتا فعالياتهم الاحتجاجية ضد إقامة بؤرة “جفعات افيتار” الاستيطانية على قمة الجبل.
الشبان أضرموا النار في المئات من إطارات الكاوتشوك في محيط البؤرة الاستيطانية وسط إطلاق الهتافات بعد أن لبىّ عشرات الشبان دعوات أطلقها ناشطو المقاومة الشعبية.
سياسياً، وردّاً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن صمت المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان والتهجير القسري وهدم المنازل يشكّل تواطؤا مع الاحتلال يشجّعه على مواصلة هذه الجرائم.
وقالت الوزارة في بيان لها اليوم: إن تمادي عصابات المستوطنين في استباحة الأرض الفلسطينية بحماية قوات الاحتلال نتيجة مباشرة لتقاعس الأمم المتحدة في تحمّل مسؤولياتها وعجزها عن تطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية لوقف انتهاكات الاحتلال الجسيمة لحقوق الشعب الفلسطيني وللجم المستوطنين ووضع حدّ لانفلاتهم وتغوّلهم في الأرض الفلسطينية.
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن صمت المجتمع الدولي عن تكثيف عمليات الاستيطان وهدم المنازل وتهجير أصحابها منها بالقوة لا يشجّع فقط الاحتلال على الاستمرار في توسيع المستوطنات، بل يجعل أيضاً الأطراف الدولية الصامتة عن الاستيطان شريكة ومتواطئة في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب المرتكبة بحق الفلسطينيين التي يحاسب عليها القانون الدولي وتحاكم عليها الجنائية الدولية.
من جانبها، طالبت وزارة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر بالتدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن الأسير الغضنفر أبو عطوان المضرب عن الطعام لليوم الـ57 على التوالي وإنقاذ حياته.
وأوضحت وزيرة الصحة مي الكيلة في بيان اليوم أن الوضع الصحي للأسير أبو عطوان خطير للغاية ويواجه خطر الوفاة المفاجئة أو إصابته بالشلل، حيث إن نقص السوائل أثّر في وظائف الأعضاء الحيوية كالقلب والكلى، الأمر الذي أدّى إلى فقدانه الوعي.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير الغضنفر أبو عطوان 28 عاماً من دورا في الخليل في تشرين الأول 2020 ويواصل إضرابه عن الطعام وسط ظروف صحية في غاية الخطورة في ظل الإهمال الطبي المتعمّد الذي يتسبب باستشهاد العديد من الأسرى في معتقلات الاحتلال.