أسعار التبن تهدد تسويق القمح في الرقة.. ورسوم المعابر وراء المشكلة
الرقة – حمود العجاج
بدأت الحاجة لمادة التبن خلال موسم الحصاد تطفو مجدداً على السطح لندرة الأعلاف وعدم كفايتها، وقلة مراعي الأغنام في البادية بفعل الجفاف الذي ساد موسم الأمطار السنة الحالية إضافة إلى مخاطر التواجد في عمق البادية بسبب الألغام التي زرعتها التنظيمات التكفيرية والتي لاتزال تتسبب بحوادث مفجعة لسكان المنطقة.
ويتوقع مربو الأغنام أن يصل سعر الطن الواحد من التبن خلال الشتاء القادم إلى عتبة المليون ليرة سورية، وهو المبلغ الذي يوازي أو يزيد عن أسعار مادة القمح نفسها، بعد أن وصلت أسعار التبن إلى 600 ألف ليرة سورية في المناطق غير المحررة من محافظة الرقة حالياً، بينما تتجاوز أسعارها الـ 150 ألف ليرة سورية للطن في المناطق المحررة من المحافظة، مثل السبخة ومعدان ودبسي عفنان والقرى التابعة لها.. هذا الأمر وإن كان لمصلحة مربي الأغنام بسبب انخفاض أسعاره إلا أنه حرم الفلاحين من هامش ربح يوازي نصف أسعار القمح الحالية أو يزيد عن ذلك.
وفي هذا السياق، أكد أحمد السعلو رئيس جمعية شنان الفلاحية في ريف الرقة الشرقي المحرر أن تدني أسعار التبن في جمعيات الريف المحرر يعود لأسباب عدة يتصدرها صعوبة بيع ونقل مادة التبن إلى المحافظات الأخرى بسبب الاجراءات المعقدة والرسوم الباهظة على المعابر، علماً أن وسائط النقل متوافرة وكافية إلا أن الرسوم المزاجية تتجاوز أحياناً قيمة الحمولة أو نصفها على الأقل، إضافة إلى عدم وصول أعداد كافية من الحصادات ذات التجهيزات المخصصة لفرز التبن أثناء عمليات الحصاد الآلي مما يجعل الفلاحين والمنتجين يضطرون لاستخدام الدراسات البدائية بعد حصاد سنابل القمح بالطريقة اليدوية باستخدام المنجل ومن ثم تجميعه في بيادر وهذا ما يحتاج إلى فترات طويلة في ظل عدم كفاية اليد العاملة.
ووفقاً للفعاليات الزراعية في المنطقة، فإن النظر سريعاً بالسماح بعبور ونقل التبن من ريف الرقه المحرر إلى المحافظات الأخرى أمر لا يحتمل التأجيل لأنه سوف يؤدي لإحجام عدد كبير من الفلاحين و المنتجين عن تسويق القمح إلى مراكز شراء الحبوب أو عدم تسليم كامل الكمية المنتجة لديهم إذا علمنا أن سعر الطن الواحد من الشعير العلفي حالياً يقارب المليون ونصف المليون ليره بينما السعر الأعظمي للطن الواحد من القمح 900 ألف ليرة، وهذا ماقد يدفع مربي الاغنام الذين لديهم حيازات زراعية بالاحتفاظ بالقمح أو قسم منه لاستخدامه كمادة علفية لمواشيهم في الشتاء القادم ولا سيما بعد أن أصبحت اليوم الأغنام تشكل عبئاً على المربين بسبب ندرة الأعلاف الجافة وعدم توفر مصادر أخرى تقتات عليها الثروة الحيوانية.