تصنيف كلية “طب أسنان دمشق” 11 عربياً و26 في الشرق الأوسط
دمشق – لينا عدرة
حازت كلية طب الأسنان في جامعة دمشق على التصنيف الـ 11 عربيا، والـ 26 على مستوى الشرق الأوسط، لتكون الكلية الوحيدة من نوعها في سورية التي تدخل ضمن التصنيف، مع وجود 20 كلية لطب الأسنان في الجامعات المختلفة.
ويأتي التصنيف ليعيد لجامعة دمشق ألقها، بعد تراجع تصنيفها عالميا بفعل عوامل الحرب على سورية وما تبعها من تداعيات اجتماعية واقتصادية، ما يجعل كلية طب الاسنان بمثابة الرافعة لجامعة دمشق ومكانتها، خصوصا أنها تفوقت على الرغم من الظروف العصيبة على أهم وأعرق الجامعات على الصعيدين العربي والإقليمي “في مصر وإيران وتركيا والكويت”، محققة بذلك مكانة مميزة هي حصيلة جهودٍ قامت بها الكلية في الأعوام الماضية من خلال تركيزها على النشر الخارجي وترتيب الجامعات.
آلية التصنيف
عميد كلية طب الأسنان الدكتور أسامة الجبَّان تحدث عن جملة العوامل التي ساهمت برفع ترتيب الجامعة، والتي يأتي في مقدمتها التأكيد على طلاب الدراسات لتقديم نشر خارجي قبل مناقشة الماجستير، وعدم قبول طلاب الدكتوراه إلا بعد قيامهم بنشر خارجي مسجل عليه اسم الكلية، ما ساهم في رفع مستوى الكلية.
وبين الجبان الآليات المتنوعة التي تعتمدها المواقع العالمية في تصنيف الجامعات،كمنح وتصنيف الجامعات وفقا للجوائز، أو التي يعتمدها “ويب ميتركس”، والتي تتعلق بعدد المرات التي يتم فيها الدخول لموقع الكلية ومدى جودة الموقع وشفافيته، أو كتلك التي يعتمدها تصنيف “سيماكو” وهو أحد البيانات التي تعطي ترتيب للجامعات، من خلال متابعة النشاط العلمي ونشر الأبحاث وبراءات الاختراع، وهو ما ركزت إدارة كلية طب الأسنان عليه، وفقا للجبان الذي أكد أنه تم وضع خطة تشبيك مع الكثير من الجهات، وإجراء 250 ويبينر على مدى 14 شهرا، بالتعاون مع محاضرين عرب وأجانب متميزين، ساعد بعضهم بنشر عدد من الأبحاث، إضافة إلى قيام الكلية العام الماضي 2020، بنحو 60 نشر خارجي، منها 47 بحثا سريريا، إضافة إلى 15 بحثا بالاعتماد على باحثين خارجيين، ونشرها لنتائج الأبحاث على موقعها الإلكتروني تشجيعاً للطلبة، لتشكل الكلية فيما بعد مجموعةً للراغبين بالنشر الخارجي، وتقديم المساعدة لهم بالتعاون مع نائب الوكيل العلمي في الكلية الدكتور علاء سلوم، بهدف زيادة عدد الأبحاث، وهو ما أكد عليه الدكتور سلوم بدوره، وظهر بشكلٍ جليٍّ من خلال الزخم الكبير للأبحاث، خاصة مع وجود 800 طالب للدراسات العليا، موزعين بين السنتين الأولى والثانية، مؤكداً أن رفع تصنيف الجامعة، يعطي مدلولاً كبيراً على قيمة الشهادة الصادرة عن الكلية، وهذا ما عكسته أيضاً الأرقام المتزايدة للمقالات المنشورة خارجياً، والتي تم نشرها في أمهات المجلات “Q1” التي تعتبر من الربع الأول كتصنيف عالمي! ما ساهم في رفع تصنيف جامعة دمشق وكلية طب الأسنان، حسب ما أشار إليه أيضاً مدير البحث العلمي في الوزارة الذي أكد أن الكلية كانت بمثابة الرافعة لجامعة دمشق برفع تصنيفها كما بيَّن سلوم!.
مئوية تأسيس الكلية
وتحدث الجبَّان عن استعدادات الكلية في الفترة القادمة للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسها، والتي تصادف يوم 13 تشرين الأول 2021، إضافة لعقد المؤتمر العاشر للكلية بحضور محاضرين عرب وأجانب، بالتزامن مع إقامة معرض دولي، مبيناً أنه وبالإضافة إلى الدور التعليمي الكبير للكلية، فلقد تحولت لكليةٍ خدميةٍ مع تتضمنها لعشرة أقسام وأكثر من 500 كرسي للمعالجة يعمل ضمنها طلاب السنتين 4 و5 في الحالات السريرية، إضافةً إلى العمليات النوعية التي يجريها طلاب الدراسات. مضيفاً أن ما يميز الكلية ويعطيها خصوصية كبيرة أنها الوحيدة المزودة بمشفى لجراحة الفم والوجه والفكين، فضلاً عن معالجتها للمرضى ذوي الاحتياجات الخاصة.
أخيراً.. قد يعتبر البعض أن المرتبة التي حققتها كلية طب الأسنان ليست بالأمر المهم، وبغض النظر عن الآراء التي قد تقلل من أهمية الأمر، إلا أنه لا يمكن لأي شخص تجاهل المكانة الهامة والسمعة الحسنة التي يحققها الطبيب السوري، ليكون بذلك من أكثر الجنسيات طلباً في سوق العمل.