صلاح الدين وسيف الدولة خارج نطاق الخدمات.. وحجج المعنيين حاضرة!
حلب – معن الغادري
يشتكي أهالي المناطق الشعبية والمكتظة التي تعج بالأسواق الشعبية من سوء واقع النظافة المتردي في أحيائهم، وفي الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى أماكن سكنهم.
ويشير أهالي حيي صلاح الدين وسيف الدولة الأكثر اكتظاظاً وفوضوية من غيرهما إلى غياب التنظيم، والانتشار العشوائي للبسطات والبائعين الجوالين، وكثرة إشغالات الأرصفة وأجزاء من الشوارع من قبل أصحاب المحال التجارية المختلفة، موضحين أن الحي يعاني من ترهل في الجانب الخدمي، وغياب الحد الأدنى من التنظيم السكني المتداخل مع الأرصفة والشوارع المتصدعة، وزحمة المحال التجارية، والبسطات والإشغالات والمخالفات والتعديات، إضافة إلى الحفر المنتشرة على طول وعرض الطرق الرئيسية والفرعية، وانتشار القمامة، وتموضع مولدات الأمبير العشوائي، وتداخل وتدلي شبكة خطوطها وتمديداتها الكهربائية التي تشبه الشبكة العنكبوتية الخطرة جداً على جدران الأبنية والمحال على السواء، كل ذلك إلى جانب العديد من المشاهدات غير اللائقة، ما يفرض على الجهات الخدمية والمعنية في حلب أن تبادر إلى معالجة ما يعانيه هذا الحي من ترهل في بنيته التحتية، وإيجاد الحلول للمشكلات المزمنة والمستعصية.
واقع مزر
يوضح أبو محمود من سكان الحي بأن واقع معظم الشوارع بل جميعها مزر وسيئ للغاية، وهي مليئة بالحفر وتتجمع فيها المياه الآسنة والقمامة، بينما اشتكى جاره محمود. ج من انتشار القوارض داخل الأبنية والأقبية، وحتى في الشوارع، والتي باتت تشكّل هاجساً مرعباً للأهالي .
أما أم سعيد، وهي موظفة، فأشارت إلى أن الباعة الجوالين يفترشون الأرصفة وجزءاً من الشوارع الفرعية والرئيسية، ما يضطر الأهالي للسير بين السيارات، ويعرّضهم بالنتيجة وأطفالهم للخطر .
وتقول السيدة منتهى: إن الحي بحاجة إلى إعادة تنظيم، وإلى قيام الجهات المعنية بتخديمه بصورة جيدة، موضحة أن السكان في الحي يعانون من ضعف وبطء الخدمات، ومن انقطاع التيار الكهربائي بصورة متصلة، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار، وغياب الرقابة التموينية، وارتفاع تسعيرة الأمبير لتصل إلى 1000 ليرة سورية، ما يزيد من المعاناة اليومية للأهالي.
واشتكت مئات الأسر على لسان بعض المواطنين من تأخر فترة الحصول على مخصصاتهم من الغاز المنزلي لأكثر من شهرين ونصف، وهو ما ينسحب على مادة المازوت، مؤكدين أنهم لم يحصلوا على مخصصاتهم العام الماضي، حيث أصبحوا مضطرين لشراء المازوت من السوق السوداء كما كل مرة وبأسعار تفوق قدرتنا المالية والشرائية بسعر 3 آلاف ليرة لليتر الواحد، وأسطوانة الغاز بـ 70 ألفاً، وطالب أبو محمود نيابة عن أبناء حيه أن تقوم الجهات المعنية بمعالجة شكاوى المواطنين، وتخديم الحي بصورة أفضل .
جهود ولكن..
“البعث” نقلت مطالب وشكاوى أهالي الحيين إلى رئيس مديرية خدمات الأنصاري المهندس أحمد السيد بكور الذي أوضح أن حي صلاح الدين الذي تضرر كثيراً جراء الإرهاب يعتبر من أكثر الأحياء الواسعة والمكتظة سكانياً، ويقطنه قرابة 250 ألف نسمة، كما يعد من الأحياء ذات الطابع المخالف والعشوائي، يعاني من نقص كبير في الخدمات، وبنيته التحتية غير صالحة في معظم شوارعها، وهو ما ينطبق بنسبة كبيرة على حي سيف الدولة، ما يفرض إعادة تأهيلهما من جديد .
وأشار المهندس بكور إلى أنه منذ بداية العام الحالي تم إعداد الخطط والدراسات لتنفيذ 22 مشروعاً خدمياً في الأحياء التابعة للقطاع، ومنها حي الأنصاري، وتمت الموافقة والمصادقة على ثلاثة مشاريع فقط، تضمنت صيانة عدد من الشوارع الرئيسية والفرعية والأرصفة، وهي غير كافية بكل تأكيد لتحسين الواقع الخدمي .
وفيما يخص واقع النظافة في الحي، أوضح المهندس بكور أن تراجع مستوى النظافة خلال الفترة الماضية مرده إلى حدوث أعطال طارئة في /4/ ضاغطات نقل القمامة، وحالياً واقع النظافة بدأ بالتحسن بعد إعادة إصلاح الآليات المتعطلة، والبدء يومياً بترحيل القمامة ومخلفات الأسواق، داعياً الأهالي إلى التعاون وتضافر جهودهم مع القطاع، والتقيد بمواعيد رمي القمامة للحفاظ على نظافة الحي .
وحول ما يتم اتخاذه من إجراءات قانونية ضد المخالفات والتعديات، يقول المهندس بكور بأنه يتم التعاطي مع هذا الملف من خلال تنظيم الضبوط اليومية، وإزالة المخالفات والتعديات، ولكن أحياناً الضغوطات المعيشية والظروف المعيشية الراهنة والصعبة تجبرنا أن نغض النظر عن بعض الإشغالات من قبل أصحاب البسطات والباعة الجوالين، وأحياناً كثيرة يتطلب الأمر مؤازرة من عناصر الشرطة لمساعدتنا على إزالة المخالفات.
وعن آلية مكافحة القوارض، أشار المهندس بكور إلى أنه يتم التنسيق مع مديرية الشؤون الصحية، حيث تتم بشكل دوري مكافحتها، مضيفاً إلى أنه تتم عملية رش المبيدات الحشرية وفق جدول يومي .
وفيما يخص موضوع تسعيرة الأمبير، وآلية تعامل الجهات المعنية مع جشع مشغليها، لفت بكور إلى أن هذا الأمر من اختصاص مديرية حماية المستهلك، مؤكداً أن ما يرد من شكاوى يتم تحويلها إلى الدوريات التموينية التي تقوم بدورها بتنظيم الضبوط بحق المخالفين .
ضرورة التحرك
لا شك أن صورة حيي صلاح الدين وسيف الدولة مشابهة لغيرها في الأحياء الشعبية المنسية والمكتظة والمهملة لجهة واقع النظافة المتردي، وحال الشوارع والمرافق الخدمية غير المرضية، وكثرة المخالفات والتعديات، وغيرها من التفاصيل التي لم نأت على ذكرها، ونذكر من هذه الأحياء: /سيف الدولة- المشهد- العامرية- الأنصاري- الزبدية- الراموسة- وباقي الأحياء الواقعة ضمن البقعة الجغرافية لقطاع الأنصاري الخدمي/، تضاف إليها كافة الأحياء الشرقية، وهو ما يفرض تحركاً حقيقياً من قبل مجلس المحافظة، وتفاعلاً من المديريات الخدمية والجهات الرقابية للنهوض بالواقع الخدمي في هذه الأحياء، عسى أن يقارب ربع ما تشهده الأحياء المصنفة درجة أولى في المدينة من أعمال خدمية يومية.