استهداف قاعدة الاحتلال في حقل العمر.. رسائل واضحة من المقاومة
عطية العطية
يعتبر استهداف القاعدة العسكرية غير الشرعية للاحتلال الأمريكي في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وهي القاعدة الأكبر والأوسع في منطقة الجزيرة والفرات، والتي تضم جنوداً لجيوش غربية عديدة، إضافة لكونها مقراً لعقد الاجتماعات بين قوات الاحتلال الأمريكي وأعوانه من ميليشيات “قسد”، عملاً عسكرياً وتطوراً مهماً في عمليات المقاومة الشعبية لأبناء القبائل العربية في المنطقة، والتي تتركز على ضرورة إخراج الاحتلال الأمريكي وأعوانه من سورية.
الاستهداف الصاروخي الدقيق والمدروس الذي جاء رداً على التمادي الأمريكي – الغربي، سيكون له أثار إيجابية كبيرة، خصوصاً وأنه جاء بعد ساعات من العدوان الأمريكي على مواقع مدنية سورية وأحد مقرات قوات الحشد الشعبي العراقي الذي يعتبر من أهم الجهات الشعبية الداعمة للجيش العراقي ومحور المقاومة في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي على طول الحدود السورية – العراقية، والقضاء عليه في هذه المنطقة الاستراتيجية، التي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية مراراً الوصول إليها (معبر البوكمال) خلال السنوات الماضية، لقطع التواصل بين أطراف محور المقاومة، إلا أن قوات الجيش العربي السوري والقوات الحليفة فرضت سيطرتها الكاملة عليه، بعد معارك طاحنة مع تنظيم “داعش” وتحرير أجزاء كبيرة من محافظة دير الزور.
القصف الصاروخي الذي حقق أهدافاً مباشرة وغير مباشرة، حيث أكدت مصادر خاصة لــ “البعث” أنه خلف قتلى وجرحى في صفوف القوات الأجنبية المتواجدة ضمن القاعدة، كما أصيب فيه سبعة مسلحين من ميليشيات “قسد” العميلة لها، وتم نقلهم إلى مستشفى مدينة الشدادي جنوبي الحسكة، والتي تضم هي الأخرى قاعدة أمريكية غير شرعية ضمن مبنى مديرية حقول نفط الجبسة. كما تم تدمير عدد من الآليات التي بقيت النيران مشتعلة فيها لعدة ساعات بعد العملية، كما أظهرت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي استمرار اشتعال الحرائق داخل القاعدة لساعات متأخرة ليلة العملية، نتيجة احتراق مستودعات أسلحة وذخيرة.
إضافة إلى حالة الإرباك التي عاشها جنود ما يسمى “التحالف” وأعوانهم من ميليشيا “قسد” غير المعتادين على التعامل مع هكذا نوع من الهجمات، حيث كانت ردة فعلهم عشوائية ومرتبكة، وذلك من خلال إطلاق قذائف المدفعية بشكل عشوائي والتي سقطت جميعها في الأحراش الزراعية المجاورة لنهر الفرات، من دون وقوع أيّ أضرار مادية أو بشرية، وتحليق الطيران المكثف مع إغلاق المنطقة والمناطق المحيطة عبر دوريات وحالة الرعب والهلع التي كانت واضحة عليهم. بحسب ما أكدته مصادر محلية لــ “البعث”.
عملية القصف كانت لها أهداف غير مباشرة أيضا، تندرج ضمن توسع المقاومة الشعبية والعشائرية ضد تواجد الاحتلال الأمريكي وأعوانه من ميليشيا “قسد”، من ريف دير الزور شرقاً إلى الحسكة والرقة ومنبج بريف حلب شمالاً، ما يجعل المقاومة العشائرية العربية أكثر فعالية وقوة، وأن من السهل الوصول إلى الاحتلال ومواقعه التي يدعي أنها محصنة، مع إمكانية تطوير قدرات المقاومة العشائرية، وتكون مهمّتها استهداف الوجود الأجنبي على الأراضي السورية، في منطقة شرقي الفرات تحديداً.
كل ما سبق أجبر قوات الاحتلال الأمريكي على الإقرار بوجود هجمات طالت أهدافاً تابعة لها، في أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في سورية، وجاء الإقرار – والذي كان هو الأخر مرتبكاً بعد مرور أكثر من 24 ساعة على عملية الهجوم – على لسان الناطق باسم ما يسمى “التحالف الدولي” في العراق وسورية، العقيد واين ماروتو، الذي أكد، في تغريدة عبر تويتر “تعرّض القوات الأمريكية في سورية لهجمات بصواريخ متعدّدة، من دون وقوع إصابات”، مضيفاً أن “قواعد عسكرية تابعة لقواتنا لمحاربة داعش في منطقة حقل العمر، تعرّضت لهجمات صاروخية خطيرة، اقتصرت فيها الأضرار على الماديات”، حسب زعمه.
ختاماً، لا يعد استهداف قاعدة للاحتلال الأمريكي الأول ولن يكون الأخير، لكنه يعتبر الأول من نوعه من حيث السلاح المستخدم (صاروخي ومدفعي حقيقي)، ومن حيث التوقيت والزمان والمكان، ومن حيث وحدة صفوف المقاومة الشعبية ضمن محور المقاومة ليكون تهديداً مباشراً لكل الجيوش المحتلة في سورية.
Ateea95@hotmail.com