صحيفة البعثمحليات

رغم توجهات التحول الرقمي.. جهات حكومية لا تعتد بالبريد الإلكتروني و”الاتصالات” منها!!

دمشق – رامي سلوم
تستمر الجهات الحكومية ومنها وزارة الاتصالات والتقانة في طلب إرسال الإستفسارات والطلبات الصحفية عبر “الفاكس”، رافضة الرسائل الواردة من الجهات الإعلامية عبر البريد الإلكتروني في ظل رفع شعار التحول الرقمي في سورية.
ويعتبر طلب الجهات الحكومية مستغربا في الوقت الحالي، ولا يمكن تفسيره، إلا أنه يندرج في إطار التعطيل أو التسويف، خصوصاً مع الاهتمام الواسع بالخدمات الإلكترونية وعمليات الدفع الإلكتروني التي أطلقتها وزارة الاتصالات والتقانة، معلنة أن سورية ستكون دولة رقمية في العام 2030، فضلاً عن استكمال عملية التحول في الخدمات الحكومية الإلكترونية نهاية العام المقبل 2022.
وسرعان ما تتذرع مكاتب صحفية في عدد من الوزارات بحجج ودوافع يمكن وصفها بالواهية وراء طلبها، ومنها احتمال ضياع الطلبات الصحفية ضمن شكاوى المواطنين، ووصولها لغير هدفها، وبالتالي تجاهلها، كون البريد الإلكتروني المعتمد في الوزارة لقسم الاتصال المؤسسي، أو غيره من الأقسام، هو نفسه لشكاوى المواطنين، فضلاً عن ضمان مصداقية المرسل، وتوقيع صاحب القرار على الموافقة، أو الرفض على الفاكس الورقي، وهنا نشير إلى أن هذا الأمر لا يحتاج لمن يذكر الوزارات بإمكانية إدراج بريد إلكتروني خاص بالمكاتب الصحفية لاستقبال طلبات الوسائل الإعلامية.
في المقابل، تعتمد سورية النطاق العلوي السوري (sy) نطاقاً آمناً للعمليات الإلكترونية، بحيث يمكن إنجاز كافة عمليات التراسل الإلكتروني من خلال البريد الإلكتروني على النطاق العلوي السوري، ما يتطلب اشتراك الجهات الإعلامية بدورها في النطاق، وبالتالي ضمان مصدر الرسالة وموثوقيتها، فيما عدا دعم الجهة المسؤولة في وزارة الاتصالات عن أسماء النطاق وتعزيز انتشار النطاق العلوي السوري وإدراجه بين المواطنين والشركات.
وفي ظل غياب التوقيع الإلكتروني، والاعتمادية الالكترونية، غالباً ما يتم الرد على تلك المراسالات بإعادة الارسال مع وضع الملاحظات والقرار بالموافقة أو عدم الموافقة، غير أنه قد رشح لـ “البعث” بأن ضعف معرفة العديد من مفاصل الوزارات  بالوسائل التقنية واستخدام البريد الإلكتروني هو الدافع الحقيقي وراء اعتماد الفاكس لتلقي الرسائل، حيث أقر العديد من مدراء المكاتب الصحفية بأنهم لا يتذكرون كلمة المرور الخاصة بالبريد الإلكترني للإدارة، ولا يحتفظون بها في أي مكان، بسبب مرور وقت طويل على استخدامها وانتقال الموظف المسؤول عن تأسيس البريد الإلكتروني وقتها..!