النوادي والمسابح والدورات الصيفية.. أسعار جنونية تحول دون استغلال العطل
عبد الرحمن جاويش
بعد رحلة من الجهد و التعب من الدراسة تبدأ الإجازة الصيفية كعطلة لطالب المدرسة، والبدء بالبحث عن تنمية مواهبه والترفيه والتنزه، لكون الإجازة الصيفية فرصة من الفرص الثمينة التي يستغلها أبناؤنا في الصيف لملء أوقات الفراغ بفائدة تعود عليه وعلى أسرته، و الابتعاد عن الشارع و رفاق السوء.
أمام هذا الحق يعترض أغلب الأبناء ما خطط له من برنامج صيفي مفيد، يتصدره الوضع الاقتصادي للأسرة وعدم وجود أوقات فراغ للأسرة وعدم توفر نوادي عامة يسجل فيها الطالب، في حين أن النوادي الخاصة متوفرة أمامه بأسعارها الجهنمية التي لا يتحملها الأهل..!.
اختصاصية إرشاد نفسي في جامعة دمشق الدكتورة هناء برقاوي بينت أن العطلة الصيفية إجازة طويلة أتت للطلاب بعد عام طويل مليء بالضغوط الدراسية والجد والعمل والامتحانات، ومن حق أي طالب أن يستمتع بوقته فيها، ولكن في ظل الظروف الحالية من وباء كورونا وارتفاع أسعار التسجيل في الدورات والأنشطة الترفيهية لا بد للأهالي من التفكير لأولادهم في قضاء العطلة بالقيام بأنشطة غير مجهدة لهم مادياً وملبية لطموحات الأبناء، في إجازة صيفية تقدم لهم فرصة رائعة لاكتساب العديد من المهارات وحصد خبرات جديدة تفيد الطالب على المدى الطويل وتصقل شخصيته.
و أشارت برقاوي إلى بعض الأفكار المثمرة التي يمكن للطالب الاستفادة منها لاستثمار العطلة الصيفية منها التفكير بتعلم مهارة جديدة وهذه المهارة يمكن تعلمها عبر الانترنت من خلال اليوتيوب، وممكن أن يتشارك الوالدان أو أحدهما أو الأخ الأكبر في الجلوس مع الطالب لتعلم مهارة على سبيل المثال لا الحصر، التفكير الإبداعي، الثقة بالنفس، التخطيط، القيادة، إدارة الوقت، كتابة السيرة الذاتية، مقابلات العمل، التواصل، الطبخ، الإسعافات الأولية وعلى الطالب اختيار المهارات التي تنقصه وصقلها ومن الممكن المشاركة في ورشة عمل عبر الانترنت.
كما أن هناك مراكز ثقافية وهي موجودة في كل المناطق في سورية وتقدم للأولاد أعمالاً مختلفة ودورات مميزة في الموسيقى واللغات وبأسعار رمزية، ويقع على عاتق أولياء الطلاب سبر رأي أولادهم بنوع الدورة التي يرغبون بها وتسجيلهم في المراكز القريبة من منازلهم مع الأخذ بعين الاعتبار مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من كوفيد 19، كما أن هناك مراكز ثقافية وجمعيات معنية بدعم الشباب وهذه الجمعيات تعتبر الشباب من عمر 15 وتوافق على تسجيلهم فيها وعلى الأهل أن يسألوا المحيطين عن نشاطات هذه الجمعيات وعن الدورات قبل بدء العطلة لتسجيل أولادهم بها إضافة مساعدة الطلاب على العمل المجتمعي وتشجيعهم على فهم ثقافة التطوع وأهميتها وزجهم في أعمال تطوعية تساعد على اكتسابهم العديد من الخبرات العملية خلال التطوع.
ومن الممكن تحسين وتفادي الضعف التعليمي من خلال البحث عن دورات تقوية تقيمها وزارة التربية بأسعار مقبولة، إضافة لقراءة القصص المختلفة التي تساهم في استثمار الوقت بشكل مسل من جهة ويكسب الطالب زيادة في مفرداته اللغوية و هناك في مختلف المناطق السورية أماكن سياحية ومعالم أثرية يمكن للطلاب المكونين لشلة الاتفاق على زيارة هذه المعالم للاطلاع على ثقافة وتاريخ بلدهم ويمكن أن تكون غير مكلفة ومثال تلك المعالم في دمشق وعلى الشباب التفكير بزيارتها خلال العطلة , فيمكن للطالب و الطالبة قضاء الوقت برفقة العائلة ومساعدة الأبوين في الأعمال التي تصعب مساعدتهم بها خلال الدراسة وهذه المساعدة تقرب المسافات بين الأولاد والأهل ويمكن أن تكسر الفجوات بينهم أيضاً. ويمكن زيارة الأقارب في محافظات أخرى إن لم يكن من الممكن الالتقاء معهم بسبب الدراسة و أيضاً ممارسة الرياضة ككرة قدم أو سلة أو أي نوع من أنواع الرياضة التي تقوي الجسد والذهن معاً و أضافت الدكتورة برقاوي إننا ندرك تماماً صعوبة تحقيق بعض الأفكار السابقة ولكن على الأهل عدم زج الأبناء في فراغ يدمرهم وعليهم التفكير بجدية في استغلال أيام العطلة لرفع مهاراتهم وترفيههم ليدخلوا العام القادم نشيطين وغير متكاسلين.
“البعث” أجرت استطلاعات مع شريحة من الشباب الذين أنهوا امتحاناتهم في الشهادة الثانوية مؤخراً، ولم يجدوا سبيلاً لقضاء أوقات فراغهم إلا الشارع أو أن يبقوا حبيسي المنازل.. الطالب يزن تمنى وجود نادي مجاني ينتسب إليه، مشيراً إلى أن المتوفر حالياً هو النوادي الصيفية الخاصة وبأسعار كاوية.. ما اضطره إلى العمل في إحدى المطاعم ليدخر مصروفه لدراسة الجامعة.. أما الطالب أيمن يرى أن الإجازة الصيفية فرصة هامة للمتعة و يرغب للذهاب برحلة إلى البحر و لكن حلمه لم يتحقق كون والده ووالداته لا وقت فراغ لديهم.. فيضطر للذهاب يومياً إلى الحدائق و البحث عن عمل في إحدى المكاتب.. أما الطالبة أمل قالت: إن الإجازة الصيفية فرصة للمرح ولقاء أقربائي و أنا أحب أن أمارس لعبة الجمباز و لكن الوضع المادي لا يسمح فالتسجيل بالنادي الخاص يتراوح ما بين 35 ليرة إلى 50 ألف .. وهناك طلاب التقينا بهم اعتبرو أن ضياع وقت العطلة الصيفية دون فائدة يؤثر على نفسيتهم و أجسامهم و عقولهم فالظروف المادية لأسرهم لا تمكنهم من قضاء عطلة مفيدة..!.
في رأي آخر يقول أولياء الطلاب طالما هناك ملاعب و منشآت رياضية عامة تابعة للجهات العامة تتوفر فيها كافة الألعاب والأجهزة الرياضية والمسابح.. لماذا لا تفتح أبوابها أمام أبنائنا، كي لا نتركهم فريسة لرفاق السوق والشوارع و الحدائق و أشياء أخرى هم بغنى عنها..!.