صحيفة البعثمحافظات

ارتفاع تكاليف مستلزمات إنتاج الثروة الحيوانية في حماة يهدد بكارثة اقتصادية

حماة – ذكاء أسعد

لم يعد يخفى على أحد عدم نجاعة الضبوط التموينية بضبط الأسواق وأسعارها، ولاسيما في ظل إصرار  الكثير من التجار  على عدم التقيد بنشرة الأسعار الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك فكل يبيع على هواه، ضاربا عرض الحائط بكل القرارات التموينية.

إصرار التجار لم يكن وحده في الميدان بل هناك إصرار مديرية حماية المستهلك على استمرار الرقابة على الأسعار حسب كلام  رئيس شعبة التجارة وحماية المستهلك في السلمية، فادي قنوع، الذي بين أن  الشعبة مستمرة برقابتها ومستعدة لتلقي الشكاوى على مدار الساعة مؤكداً تنظيم 85 ضبطاً تموينياً منذ بداية الشهر الجاري توزعت حول نقص وزن الخبز وسوء التصنيع وعدم حيازة فواتير للمواد الغذائية ونقل الحليب بسيارات غير مبردة ومزاولة مهنة دون ترخيص بالإضافة إلى مواد منتهية الصلاحية وضبوط وعينات..
ورغم الرقابة والضبوط التموينية الكثيرة يعاني المستهلك من ارتفاع الأسعار وخاصة الخضار والفاكهة الموسمية بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الألبان والبيض بشكل جنوني والذي أجبر البعض عن التخلي عنها واعتبارها من الكماليات..
“البعث” التقت بعض المزارعين ومربي الدواجن ومربي المواشي في بادية حماه التي كانت تنتج أجود منتجات الثروة الحيوانية سابقاً، ما يهدد بالنتيجة بحدوث كارثة اقتصادية، حيث اشتكوا من ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية وأجور أطبائها، مؤكدين أنه رغم عزوف الكثير من السوريين عن شراء اللحوم بسبب ارتفاع أسعارها، إلا أنها لم تعد تسد متطلبات الإنتاج المكلفة جداً وأصبحت تكبد المربي خسائر فادحة الأمر الذي ألزم بعض المربين على التخلي عن هذه المهنة وهذا ما أثر سلباً على حجم الثروة الحيوانية في سورية.

واعتبر مزارعون أن الوضع الزراعي ليس مطمئناً في ظل ارتفاع التكاليف لاسيما المازوت والبنزين للمولدات والجرارات، فالمزارع مجبر على شراء المواد من السوق السوداء بأسعار مرتفعة في ظل عدم وجود آلية للتوزيع وعدم توفر المواد أصلاً، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية غير الفعالة أو ذات الفعالية الضعيفة، إلى جانب ارتفاع أسعار النقل سواء للعمال أو للتسويق، ورغم تدني أسعار الخضار والفاكهة مقارنة بالتكاليف فإن المواطن يرى بأنها مرتفعة جداً مقارنة مع دخله اليومي لذلك كان لابد للمزارعين أن يتجهوا للزراعة البعلية التي لاتحتاج رياً متواصلاً.

ويقول أحد مربي الدواجن: إن ارتفاع أسعار مستلزمات التربية من أدوية ولقاحات، وارتفاع أسعار المواد العلفية كالذرة الصفراء وفول الصويا بالإضافة إلى ارتفاع أجور اليد العاملة، أدى إلى ندرة المادة وغلائها خاصة البيض الذي ارتفع سعره مؤخراً بشكل كبير بالنسبة للمواطن لكن هذا الارتفاع لايتناسب وتكاليف تربية الدواجن بالنسبة للمربي.