أول سماد عضوي من الديدان
البعث – نزار جمول
دأبت السيدة محاسن إبراهيم منذ استشهاد زوجها بحلب على ألا تستسلم للظروف الصعبة التي وضعتها مع ولديها في فم الحياة، فرفضت الحاجة وبدأت مواجهتها للحياة بوظيفة قارئة عداد الكهرباء وهي وظيفة يمارسها الرجال عادة، ولأن الحياة كما تراها تستحق أن يعيشها المرء بكرامة في ظل الظروف المعيشية القاسية سعت لتحقيق الاكتفاء الذاتي من حديقة منزلها في ريف حمص الغربي، قرية الصويري، فقامت بتجربة تعتبر فريدة من نوعها وأنتجت أول سماد عضوي واسمه “الفيرمي كومبوست” بعد محاولات عديدة لسنوات لتحسين التربة الضعيفة في حديقتها الصغيرة.
وأكدت السيدة محاسن لــ “البعث” أن البحث المستمر أعطى نتائج مذهلة، وخاصة بعد الحصول على ديدان خاصة بإنتاج هذا النوع من السماد العضوي التي استطاعت إيجادها عند أحد المزارعين في الغوطة الشرقية. وتقول: بعد كل هذا الجهد والمحاولات العديدة من أجل تأمين البيئة المناسبة للديدان حصلت على نتائج مذهلة ووصلت لمراحل متقدمة، لكن العدد يحتاج لحماية خاصة، وتتابع حديثها لتؤكد بأنها تستطيع تطوير هذا المشروع وتأمل بالحصول على قرض يناسب هذا العمل الكبير، فالبلدة باردة جداً في الشتاء ويجب تأمين حماية مناسبة للديدان قبل قدوم فصل الشتاء لأنها تحتاج لرعاية خاصة من حفاظ على رطوبتها ودرجة حرارة بيئتها وهي تتغذى على مخلفات الخضراوات التالفة وروث الماشية وأوراق الأشجار اليابسة. وبيّنت أن هذه الأحواض ستؤمن كميات كبيرة من السماد الذي أذهل كلّ من حصل عليه وجرّبه على مزروعاته لأنه يحوي على كافة العناصر التي يحتاجها النبات بكل أنواعه، وتمنّت السيدة محاسن أن يتحقق حلمها بأن تنبت المزروعات في بيئة صحية خالية من الملوثات الكيميائية.
مشروع محاسن إبراهيم يصبّ في خانة “الحاجة أم الاختراع” وعلى المعنيين الوقوف مع هذه السيدة المكافحة لأنها رمز المرأة السورية العاملة بكل علمها لأن قوتها تكمن في الظروف الصعبة التي وضعها فيها القدر، فهل يتمّ رؤية هذه التجربة من نظرة وطنية يجب رعايتها؟.