تحقيق جنائي ضد “ترامب البرازيل” حول قضايا فساد
شهدت عدة دول فضائح تتعلق بوباء كوفيد 19، وبينها البرازيل، حيث قررت النيابة التحقيق في اتهامات بالفساد مع رئيس البلاد جايير بولسونارو، المعروف بتأييده للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتشابه مواقفه بمواقف ترامب إزاء الكثير من القضايا، حيث أطلقت عليه وسائل الإعلام لقب “ترامب البرازيل”.
وبالتزامن، خرجت تظاهرات في جميع أنحاء البرازيل للمطالبة بإقالة بولسونارو، عقب تقديم أدلة على المخالفات المتعلقة بالصفقة بمشاركة الآلاف في 13 ولاية على الأقل، وفق ما أكدته وسائل إعلام محلية.
ويشتبه بأن الرئيس البرازيلي قصّر في الإبلاغ عن محاولة فساد داخل وزارة الصحة، عند شراء لقاحات مضادة لفيروس كورونا، إذ أبلغه مسؤول في إدارة استيراد المواد الطبية في الوزارة بقيمة 45 مليون دولار، لقاء ثلاثة ملايين جرعة من لقاح “كوفاكسين” من المختبر الهندي “بهارات بايوتيك”، مع ذلك، لم يتم تسليم أي لقاح، علماً أن “كوفاكسين” لم يحصل على موافقة من السلطات الصحية.
وفي شهادته أمام لجنة مجلس الشيوخ، أكد الموظف وشقيقه النائب أن بولسونارو، أكد لهما أنه سيحيل الأمر إلى الشرطة الفدرالية وهذا ما لم يفعله، ودفع النيابة إلى فتح هذا التحقيق، بتهمة التقصير في القيام بواجبه.
ووافقت المحكمة العليا البرازيلية على إجراء تحقيق جنائي ضد الرئيس البرازيلي، وقالت قاضية المحكمة العُليا روزا ويبر: إن التحقيق في القضية مدعوم بشهادة حديثة في لجنة بمجلس الشيوخ تحقق في تعامل الحكومة مع الجائحة.
وكان عضو في مجلس الشيوخ البرازيلي، والذي يقود تحقيقاً في إدارة الحكومة لأزمة “كورونا”، قد قال في 22 من أيار 2020، إن الرئيس جايير بولسونارو، لم يرغب أبداً في شراء لقاحات ضد فيروس كورونا، وفضّل اكتساب الجموع مناعة مجتمعية.
وذكرت وكالة “رويترز” نقلاً عن السناتور رينان كاليروس، أنه من السابق لأوانه الفصل بأن بولسونارو ارتكب جريمة جنائية أثناء إدارته للأزمة وأن الأمر يتطلب مزيداً من التحقيقات.
واتهمت السلطات الصحيّة المحليّة في البرازيل في حزيران من العام الماضي حكومة الرئيس جايير بولسونارو بـ”إخفاء أعداد الوفيّات” التي تنجم عن فيروس كورونا (كوفيد-19)، بعدما شكّك مسؤول في وزارة الصحة بالحصيلة الرسميّة.
المجلس الوطني لوزراء الصحة الذي يضمّ كل السلطات المحلية، أكد أنّ “المحاولة الاستبداديّة وغير المتعاطفة وغير الأخلاقيّة بإخفاء وفيات كوفيد-19، لن تزدهر”.
وأقيل وزير الصحة السابق في حكومة بولسونارو، لويز انريكي مانديتا، في نيسان بعدما أعرب عن اعتراضه على سياسة الحكومة الفدراليّة، أكد في مقابلة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّه “من وجهة نظر صحية، نحن نشهد على مأساة عدم الإبلاغ، يعني أن الدولة مضرّة أكثر من الفيروس”.
وعلى صعيد الفساد، هزت البيرو فضيحة “فاكوناغيت” المرتبطة بالتطعيم ضد كوفيد، وأدت إلى استقالة وزيري الصحة والخارجية، إذ تم تطعيم 487 شخصا من دون حق، قبل بدء الحملة الوطنية في التاسع من شباط بالعاملين الصحيين، فيما كان بين من تم تطعيمهم الرئيس السابق مارتن فيزكارا، الذي تلقى لقاحا في تشرين الأول 2020 بناء على طلبه، وفق طبيب قاد التجربة السريرية للقاح الصيني “سينوفارم” في البيرو.
وفي الأرجنتين، تم الكشف خلال شباط الماضي عن فضيحة تطعيم كبار الشخصيات، ما أجبر وزير الصحة خينيس غونزاليس غارسيا على الاستقالة بعد الكشف عن أنه عرض على أصدقائه تلقي اللقاح في الوزارة، بدون تحديد موعد مع المستشفى. وأصدرت السلطات لائحة تضم سبعين شخصا تلقوا اللقاح خارج الأطر النظامية، على الرغم من أنهم لم يكونوا في فئة تحتل أولوية في ذلك الوقت، بينهم وزير الاقتصاد، والرئيس السابق إدواردو دوهالدي، وزوجته وأبناؤهما.
وفي الإكوادور، استقال وزير الصحة خوان كارلوس زيفالوس لضلوعه في فضيحة مرتبطة بتطعيم أشخاص لا يحظون بالأولوية، بينهم أفراد من عائلته.